لماذا توضع حلقات المسلسلات الرمضانية في "سلة" واحدة على اليوتوب مع مقاطع "روتيني" و"شوفوني"؟!

لماذا توضع حلقات المسلسلات الرمضانية في "سلة" واحدة على اليوتوب مع مقاطع "روتيني" و"شوفوني"؟! صورة مركبة (من الأرشيف)

ملاحظة أخرى تقال وتثير الفضول: لماذا تنشر على اليوتوب حلقات المسلسلات والسيتكومات والكبسولات بعد بثها بالتلفزيون؟ هل هو رغبة في التخلص منها؟ أم رغبة في الدخول إلى سباق "الطوندونس" المغربي مع نجمات "روتيني"؟ أم هناك دوافع أخرى لا يعلمها إلا الله؟!

 

حين يبث المحتوى التلفزيوني على اليوتوب يفقد قيمته، يصبح ملكا مشاعا، لا يستفيد صناع الفن من عائدات حقوق التأليف، ولا يستفيد التلفزيون من عائدات الإشهار. الجميع خاسر في هذه الصفقة، الاستفادة الوحيدة هي الأرباح من اليوتوب، وهي استفادة مؤقتة لا تقاس رمزيا بالقيمة التي تمنح للعمل إذا ظل "معلّبا" و"مطلوبا" من المشاهدين. النشر في اليوتوب يعني "تمييع" العمل الفني واسترخاصه وتقزيمه.

 

هناك منصات تلفزيونية مثل shahid المملوكة لشركة mbc السعودية العملاقة، وتطبيق watch it المصري، استفادت من هذا زخم الإنتاج التلفزيوني وتكنولوجيا البث الرقمي، عبر تقديم خدمة تلفزيونية مسبقة الدفع، وتعيد ما تبثه حصريا على قنواتها بمنصاتها التلفزيونية الرقمية مقابل اشتراكات سنوية. لم تتسابق بحثا عن "البوز" أو تلهث وراء "الطوندونس"، كرسالة "مشفّرة" دلالة على أن هناك "قطيعا شعبيا" كبيرا يتابع هذه الإنتاجات.

 

الإنتاجات المصرية الضخمة -نموذجا- التي تحظى بمتابعات قياسية، لا تعيد حلقات مسلسلاتها على اليوتوب مجانا، بل تقوم بتعليب هذه الحلقات وتلفيفها، من أجل إعادة تسويقها، وتكتفي بنشر مقاطع تشويقية بالقطّارة على اليوتوب!!

 

التلفزيون المغربي يعرف مسبقا أن صناعته "كاسدة"، وتخضع لسوق العرض والطّلب، وما هو ملاحظ أن هناك تنافرا بين "العرض" التلفزيوني و"الطلب" الجماهيري، وتقديم هذه الإنتاجات على اليوتوب في "سلّة" واحدة مع مقاطع "روتيني" وشوفوني"، هو البحث عن مشاهدات افتراضية و"التطبيل" و"التّزمير" لأعمال غير مكتملة "النموّ" الفنّي، وولدت "مشوّهة" بعمليات "قيصرية"، ومازالت في حاجة إلى إعادة :النّحت" و"التّرميم"!!

 

أجيبوني على ملاحظتي: لماذا توضع حلقات المسلسلات الرمضانية في "سلة" واحدة على اليوتوب مع مقاطع "روتيني" و"شوفوني"؟!