ليس في المغرب فقط.. حضور تونسي بارز في الملاعب العربية

ليس في المغرب فقط.. حضور تونسي بارز في الملاعب العربية الصحافي منير أوبري
في سنوات مضت، كان حضور المدرب التونسي في البطولة المحلية يعد على أصابع اليد الواحدة فما بالك بالحديث عن تمثيل في البطولات العربية. كانت الأندية التونسية تتجه بصفة خاصة نحو الأسماء الأوروبية إما إيمانا بقدرتها على النجاح وإما فقط تأثرا بالتيار السائد وفي سياسة تقليد أعمى لما هو موجود. لكن بعد الثورة على وجه الخصوص، بدأ المدرب التونسي يفرض وجوده في قيادة الأندية المحلية، قد يكون للصعوبات المالية دور في توجه مسؤولي الأندية نحو ابن البلد. لكن هذا الأخير أثبت قدرته على كسب الرهان رغم تيار الإقالة الذي يعصف في كل مرة ببعض الرؤوس.
على الصعيد العربي، ارتفعت بورصة الكفاءات التدريبية التونسية منذ أن قاد المدرب عبد المجيد الشتالي ملحمة المشاركة التونسية في كـأس العالم 1978 وتحقيق فوز تاريخي على المكسيك ثم توالت النجاحات على مستوى الأندية التونسية قاريا مما جعل العديد من الأندية والمنتخبات العربية تستنجد بالمدربين التونسيين على غرار المرحوم المنصف المليتي وهو أول مدرب تونسي يقود منتخبا عربيا وهو المنتخب العماني في بداية الثمانينات فيما كانت لنور الدين الغرسلي تجربة مطولة مع منتخب جيبوتي امتدت لـ5 سنوات من 2011 إلى 2016. وإضافة إلى تدريب منتخب تونس لفترتين، الأولى في مارس 1994 والثانية في فبراير 2010، درب فوزي البنزرتي منتخب ليبيا من 2007 إلى 2009. وفي شهر نوفمبر 2019 عاد المدرب المذكور لقيادة فرسان المتوسط غير أن تجربته انتهت بما أن العقد الرابط بين الطرفين يمتد لـ 6 أشهر فقط.اما نبيل معلول فإضافة إلى المنتخب الوطني، فقد درب منتخبي الكويت بين 2014 و2017 وسوريا.
لابد لنا أن نذكر أن ارتفاع أسهم المدرب التونسي عربيا ساهمت فيه بعض الأسماء، خاصة منذ نجاح فتحي جبال في التتويج بلقب البطولة السعودية مع نادي الفتح سنة 2013 وقيادته للمشاركة في دوري أبطال آسيا للمرة الاولى في تاريخه سنة 2014 وتتويج مسيرة ناجحة ناهزت 8 مواسم قبل ان يعود مجددا للإشراف على نفس الفريق، كما لا يمكن أن ننسى الإنجاز المثير للمدرب فوزي البنزرتي مع الرجاء البيضاوي المغربي سنة 2013 وقيادته إلى نهائي كأس العالم للأندية.
وامتد الإنجاز إلى دوري نجوم قطر. فسامي الطرابلسي المدرب السابق للمنتخب التونسي تسلم المقاليد الفنية للسيلية القطري وتمكّن من إخراجه من المراكز الأخيرة إلى المراهنة على المراتب الأولى. وفي نفس الدوري كان نبيل معلول مساهما في وقت سابق في خروج الجيش القطري من الضيق إلى المركز الثاني في السباق.
هذه التجارب زادت من إقبال الأندية العربية على التعاقد مع المدربين التونسيين، فالتحق قيس اليعقوبي بالإطار الفني للوحدات الأردني قبل أن تتم القطيعة، ثم طرق باب البطولة السورية من بوابة الاتحاد الحلبي قبل أن تتم الإقالة. ونجد كذلك محمد الكوكي مع نادي ضمك السعودي قبل أن يعود إلى البطولة التونسية وعامر دربال مع نادي حطين السعودي والحبيب بن رمضان مع نادي نجران وقبلهم طارق جراية مع السلام زغرتا اللبناني سابقا والفيصلي الأردني في ما بعد، دون أن ننسى شهاب الليلي الذي تمت إقالته قبل فترة وجيزة من الفيصلي الأردني. كما لا نمر دون الإشادة بتألق المدرب عمار السويح مع نادي أحد وتتويجه بلقب أفضل مدرب في الجولة 19 من الدوري السعودي في شهر فبراير 2019.
في البطولة الجزائرية، برزت أسهم الثنائي يامن الزلفاني مع شبيبة القبائل ونبيل الكوكي مع وفاق سطيف.