صافي الدين البدالي: تعسف القناتين المغربيتين 1 و2 على المشاهد في رمضان يسائل البرلمان والحكومة !؟

صافي الدين البدالي: تعسف القناتين المغربيتين 1 و2 على المشاهد في رمضان يسائل البرلمان والحكومة !؟ صافي الدين البدالي
يعتبر المال العام مـن أمـوال الدولة يخصص لخدمة المواطنين والمواطنات بطريقة مباشرة أو غيــر مباشرة. ويعتبر نهب لمال هو الحصول على أموال الدولة والتصرف فيها بدون وجه حق تحت مسميات مختلفة . والفساد  ونهب المال العام وجهان لعملة واحدة ، فهما يشكلان خطرا على مستقبل البلاد وعلى تنميتها وتقدمها ويجعلان منها أمة تعيش الفقر والتخلف و سيادة الريع .
إن مناسبة هذا القول هو البرامج الرمضانية التي  تقدمها القنوات التلفزبة المغربية، الأولى والثانية،  بعلاقة مع الأموال التي خصصت لها. وهي أموال طائلة في غياب جودة في الإنتاج و المسائلة والمحاسبة. فما  تعرفه  الأموال المخصصة للقنوات التلفزية المغربية الأولى و الثانية من نهب و تبديد   كشفت عنه  تقارير المجلس الأعلى للحسابات  كما كشفت عن الاختلالات المالية التي يعرفها هذا القطاع .   
فكلما اقترب شهر رمضان تعلن القناتان التلفزيتان،  الأولى والثانية، عن سلسلة من البرامج "الترفيهية واسكيتشات" و"مسلسلات" و غيرها التي  يتم تمويلها من مال الشعب  يفترض فيها الجودة من حيث الإنتاج و التقديم ومن حيث الرفع من وعي المشاهد عبر رسائل تؤديها هذه البرامج . لكن حينما يحل رمضان يجد المشاهد نفسه أمام عروض باهتة بل دون المستوى، وفي  هذه السنة كان المشاهدون والمشاهدات ينتظرون برامج ذات الارتباط بالواقع المعاش في ظل أزمة كورونا وظروف الحجر الصحي وما عرفته الأسر المغربية من تحول على مستوى العلاقات وتدبير الحياة اليومية  بفعل الجائحة. كما تعكس التطور الذي و قع على المجتمع بعد سنة من كورونا. لكن العكس هو الذي حصل، حيث  تم التعسف على المغاربة في هذا الشهر المقدس الذي له طقوسه الاجتماعية والروحية بتقديم برامج ازدادت رداءة وميوعة واستهزاء بالمشاهد(ة) . فالتمثيليات المقدمة لا تنبني على أسس المسرحية الجادة و الهادفة و لا على منطق الفرجة التي لها قواعدها الترفيهية و الدرامية في انسجام يجعل المشاهد(ة) يعيش لحظة متعة وفائدة كذلك. فما تقدمه القناتان من انتاجات في هذا الشهر يفتقر إلى  ذوق الانسجام بين منطوق النص والحركة  وبين الممثل و دوره . إذ يلاحظ بأن هناك  تصنع التمثيل وليس التمثيل  الذي له قواعده العلمية التي تجعل من التمثيل رسالة نبيلة تضع المشاهد(ة) في وضعية نفسية متوازنة. كما يلاحظ تناقض في الأدوا، هناك  ممثلون لم  يجدوا ما يقدمونه إلا ابتداع مواقف غير مقبولة تعمق ضعف العرض وتعمق  الهوة بين المشاهد والمشهد . 
إن ما تقدمه القناتان من برامج تفتقر إلى الجودة و الالتزام بميثاق الإعلام  أصبح يطرح عدة أسئلة ومنها، ما مصير الأموال المرصودة للقناتين ؟ وأين هو دور الهيئة العليا للاتصال للسمعي البصري ؟ وأين هو دور البرلمان في محاسبة الحكومة على مصير الأموال التي يتم ضخها في ميزانية القناتين لأنها أموال عمومية ؟ ..
إن غياب محاسبة ومسائلة القائمين على القطاع سيكرس سياسة الفساد ونهب المال العام في البلاد ويكرس سياسة الريع الإعلامي على حساب الجماهير الشعبية.