أسر في الأقاليم الجنوبية تهتز ومحاولات انتحار الضحايا بعد ظهورهن جنسيا مع مشعوذ موريتاني

أسر في الأقاليم الجنوبية تهتز ومحاولات انتحار الضحايا بعد ظهورهن جنسيا مع مشعوذ موريتاني المشعوذ المويتاني كان يقوم بتصوير ضحاياه بهاتفه النقال
تسلط "أنفاس بريس" الضوء على التحقيقات المستمرة بشأن ملف الفيديوهات الجنسية التي هزت أوساط مدينتي العيون والداخلة، والتي تظهر فيها مقاطع بالصوت والصورة تظهر شخصا يقال أنه موريتاني، يمارس الجنس مع نساء ويقوم بتصويرهن، ويظهر أنهن يدركن بأنهن يصورن بهاتفه النقال.
 
الوقائع تعود لسنة 2020 في عز الحجر الصحي، لكن الفيديوهات التي تعد بالعشرات انكشفت مؤخرا. وحسب مصادر «أنفاس بريس»، فإن بطل هذه اللقطات الخليعة التي تترواح بين 30 ثانية و3 دقائق، قدم إلى العيون منذ حوالي سنتين، وتزوج من إحداهن تكبره سنا، كانت قريبة مغنية موريتانية تنشط في الحفلات والأعراس ضمن إحدى المجموعات الغنائية الموريتانية، وهو ما أتاح له التعرف على فئة واسعة من النساء بمدينتي الداخلة والعيون.
لم يعمر «الشريف» كما كان يحلو لبعضهن تسميته في زواجه، ليفارق زوجته والسكن، وينتقل  للسكنى من حي كولومينا إلى حي الوفاق بالعيون. محافظا على شبكة علاقاته مع النساء من مختلف الفئات الاجتماعية، ومن مختلف الأعمار والوضعيات الاجتماعية، منهن عازبات ومطلقات ومتزوجات وأرامل، وهو ما سهل عليه استقطاب بعضهن بدعوى «أن دقتو بطلة»، حيث امتهن الشعوذة والسحر، مستخدما عددا من زبوناته لإسقاط أخريات في كماشة «مخ الضبع». وبحكم طبيعة مدينتي العيون والداخلة، انتشر خبر «الفقيه الموريتاني»، وكانت تقصده عدد من النساء سواء الراغبات في الزواج أو إبطال السحر أو الإنجاب أو إيقاع السحر على زوجها أو خطيبها أو صديقها..
«شاعت أخبار الفقيه الموريتاني»، على حد قول مصدر موثوق، مضيفا، أن السلطات المحلية كانت تغض الطرف عن ممارساته، رغم علمها بنشاطه في الشعوذة، في حين تم «حفظ» شكايات جيران «الساحر الموريتاني»، ولم تكن زبوناته من وسط اجتماعي معين، بل كن من «علية القوم» وما دون ذلك، وهو ما يظهر من نوعية السيارات التي كانت تتوقف قرب منزل المشعوذ. كل عملية سحر، كانت تدر عليه أموالا طائلة، وتحكي إحداهن أن مجموع ما منحته له بلغ 10 آلاف درهم، وهو ما يمكن أن يتجاوزه أو يقل عنه حسب نوعية «الخدمة أو الغرض»، منهن من تريد «تضبيع» زوجها، ومنهن من تريد الانتقام لشخص «انقلب» عليها، ومنهن من تريد عودة سريعة لمحبوبها، ومنهن من تريد فك «العكس» الذي يلاحقها في زواجها، ومنهن من تريد أن يكون رب عملها خاتما في يدها، ومنهن ومنهن..
اعتمد الفقيه الموريتاني، في التسويق لخدماته السحرية، على النقل الشفهي ل «إنجازاته» وتحقيقه لطلبات زبوناته، ومن الفم إلى الأذن، على جلسات الشاي الصحراوي وفي الحفلات الخاصة والعامة، كان الفقيه الموريتاني حاضرا فيها، ما جعل الإقبال عليه كثيرا. ولأن السحر يجر أشياء كثيرة، فالفساد، كان بارزا من خلال عشرات الفيديوهات التي تم تقاسمها على نطاق واسع عبر منصات التواصل، بعضها يظهر الرضائية، وبعضها يظهر «التمنع»، ومع ذلك فإن التصوير لم يكن خلسة أو عبر كاميرا خفية مثبتة، بل كانت اللقطات تظهر أن «الفقيه» يحمل هاتفه المحمول يوثق بالصوت والصورة لغزواته ونزواته الجنسية، بل إن مقاطع أظهرت نساء وهن عراة، يقمن بحركات إغراء جنسي، أو واقفات وبين أرجلهن «المجمر» يتبركن بالبخور..
هل هن ضحايا أم شريكات في الفساد؟ لا يمكن الجزم، وهو السؤال الذي من المفروض أن تجيب عنه التحقيقات الأمنية والقضائية، لكن الأكيد هو أن هذه المقاطع بالصوت والصورة، هزت بيوتا كثيرة، وشتت أسرا عدة، فمن بين النساء متزوجات ومخطوبات ومطلقات بل وأرامل وعازبات.. لكن كيف تم تسريب هذه المقاطع؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات؟ وهل كان التصوير بدافع الابتزاز اللاحق أم المتعة اللحظية؟.
وتشير مصادر «الوطن الآن» إلى أن المشعوذ الموريتاني، كان يصر على توثيق لحظاته الجنسية، ورغم رفض شريكاته، فإنه كان يلح عليهن بأن التصوير فقط للمتعة وليس للنشر، وهذا ما يظهر من المقاطع التي اطلعت عليها «الوطن الآن»، ومع ذلك لا تستبعد مصادرنا أن يكون بعض النساء تحت تأثير مخدر أو عمل شعوذة، فالضبع كان حيوانا رئيسيا في كل الوصفات السحرية التي يوصي بها هذا المشعوذ، وهو ما يجعل من «تضبيع» النساء مسألة واردة، رغم أنها ليست على الإطلاق.
فوزية (اسم مستعار)، واحدة من اللواتي ظهرن في مقطع فيديو جنسي مع الموريتاني، تحكي لصديقة لها أنها كانت تقصد بيته خلال الحجر الصحي شهر يونيو 2020 بمنزله بحي الوفاق بالعيون، طلبت منه «وصفة» من أجل محبوبها الذي ينحدر من فاس، كان تاجرا، يقيم في العيون لأسابيع قليلة ثم يعود لمدينة فاس، تعلقت به فوزية، وكان يتهرب من مسألة الزواج كلما طلبت منه ذلك، استمرت علاقتهما لأكثر من خمسة أشهر، لكنه في الآونة الأخيرة، بدأ يمكث فترة أطول في العيون، وتحسنت علاقته بمحبوبته، والسبب هو عمل سحري قام به المشعوذ الموريتاني. لم يشك التاجر في محبوبته، لكن تعلقه الزائد بها، جعله يفاتح صديقا له، ليدخل الشك له، حول فرضية أن يكون تحت تأثير السحر. ولقطع الشك باليقين، تتبع خطواتها يوما، ليجد أنها ترتاد منزلا في حي الوفاق، والخطير أنه كان فيما قبل يوصلها عبر سيارته لنفس المكان، بدعوى أنها تزور صديقة لها، «وصاحبنا في دار غفلون». كان ذلك أواخر شهر مارس من سنة 2021، اقتحم التاجر وصديق له بيت المشعوذ، حيث كان عبارة عن غرفة لعمليات السحر والشعوذة، وبعد التهديد باستعمال القوة في حقه، اعترف المشعوذ، بأنه يقوم بالسحر، ووجدوا عنده عددا من الصور تخص نساء ورجالا في العيون والداخلة. وعند تصفح هاتفه النقال، وجدوا عنده تلك المقاطع الجنسية، ومنها مقطع لمحبوبته التي كانت تلاحقه، وكان متعلقا بها في الفترة الأخيرة، كما تم ضبط بقايا حيوان الضبع، ومواد أخرى يستعملها في وصفاته السحرية.
الفضول جر التاجر وصديقه إلى «حجز» الهاتف الشخصي للمشعوذ، وهما يعرفان أنه لن يستطيع التبليغ عنهما بالنظر لجرائمه المتعددة، لكن بالمقابل بدآ يتصلان بالنساء والفتيات اللواتي ظهرن في تلك المقاطع الساخنة. ولحد كتابة هذا الموضوع، ليس هناك أي شكاية للضحايا/الشريكات، ولأن الفضول يمتد ويتسع، فقد تمت مشاركة هذه المقاطع في البداية في نطاق محدد، غير أن المحدد أصبح ممتدا، ليصبح الأمر حديث أهل العيون والداخلة.
وتشير مصادر «الوطن الآن»، أن المشعوذ الموريتاني «بات ما أصبح»، وبالنظر لما اقترفه وما ينتظره من عقوبات زجرية، فقد اختفى عن الأنظار. ويروج أنه فر إلى موريتانيا، تاركا عددا من النساء والفتيات من فرت بدورها عن أسرتها، ومنهن من حاولت الانتحار. لكن أمام ذلك أعلن عدد من الفاعلين المدنيين القيام بحملة من أجل حذف كل المقاطع الساخنة وعدم مشاركتها عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك من باب الستر، وهو مايؤكده محمد فاضل الركيبي والعالية امغربلها، الذين يترأسان هذه الحملة.