عبد العزيز الداودي: لعنة مقتل الرهبان الفرنسيين مازالت تطارد النظام الجزائري

عبد العزيز الداودي:  لعنة مقتل الرهبان الفرنسيين مازالت تطارد النظام الجزائري عبد العزيز الداودي
رغم مرور أزيد من ربع قرن على الجريمة الفظيعة التي ارتكبت في حق الرهبان الفرنسيين في بلدة تبحيرين  ورغم أن الرواية الرسمية للنظام الجزائري، أشارت باصابع الإتهام إلى الجماعات الإسلامية المسلحة في ارتكابها لهذه الجريمة إلا أن جريدة (لوفيغارو) الفرنسية الواسعة الانتشار أشارت في مقالها  إلى أن أجهزة الاستخبارات الفرنسية توصلت بشهادة صادمة لكريم مولاي اأحد عناصر أجهزة الاستخبارات العسكرية بالجزائر واللاجى، حاليا، ببريطانيا والتي يقول فيها انه تعرض للتهديد بالقتل أن لم يتراجع عن تصريحاته السابقة والتي اتهم فيها النظام الجزائري بالوقوف وراء تصفية الرهبان الفرنسيين وذلك لتشويه سمعة الجبهة الإسلامية للإنقاذ وباقي الجماعات الإسلامية، محامي عائلات الرهبان أكد لاحدى القنوات السمعية أنه يسعى إلى الكشف عن الحقيقة كاملة في هذا الملف وتقديم الجناة المفترضين إلى العدالة وأشار كذلك إلى أن عنف النظام الجزائري ونظيره للجماعات الإسلامية المتطرفة كلاهما وجهان لعملة واحدة كما أكد على أن كشف الحقيقة كاملة من شأنه معرفة من تسبب فعلا في قتل عشرات الآلاف من الجزائريين ومثلهم من المفقودين ومنهم طبعا زعماء سياسيين كالقاصدي مرياح ومحمد بوضياف وعبد القادر حشاني وغيرهم كثيرون الذين قتلوا في ظروف غامضة بالإضافة إلى المجازر الجماعية التي ارتكبت حتى في حق سجناء سجن سركازي في تسعينيات القرن الماضي.
فهل سيعترف النظام الجزائري بما اقترفه من جرائم فضيعة في حق مواطنين عزل ومنهم أجانب أم سيطوى هذا الملف كما تم طي ملفات سابقة الاعتبارات مصلحية تتنافى جملة وتفصيلا مع البعد الانساني وتكرس لسياسة الافلات من العقاب التي تعتبر السمة البارزة للانظمة الشمولية ومنها نظام العسكر بالجزائر الذي يحتاج الى تحليل علبه السوداء لمعرفة الحقيقة.