نور الدين الطويليع: هل أسدل الستار على المدرسة العمومية؟

نور الدين الطويليع: هل أسدل الستار على المدرسة العمومية؟ نور الدين الطويليع
كسرت أقلامي ومزقت دفاتري وأنا أشاهد حامل القلم يسحل بمهانة حفرت عميقا إحساسا بذل الانتماء إلى قطاع أوهموني أن قاطنيه رسل وملائكة، قبل أن تقول العصا كلمتها، وتخبرني بأنهم في عرف الوزير ليسوا سوى أرقام "ما شغلوش فيهم"، وفي عين المقدم لا يعدون أن يكونوا أجسادا على المقاس ليمارس عليهم بسادية لعبة "النص"، ويستمتع بارتطام رؤوسهم بالأرض، وينتشي بالتصفيقات الحارة وابتسامة الرضا ممن أعطاه الأمر.
أمام هذا المصاب الجلل الذي دُنسَتْ فيه كرامة حامل لواء المعرفة ورافع راية العلم، لم يبق لنا إلا أن نسدل الستار عن المدرسة المغربية، وأن نوصد أبوابها لنقول للجهل هيت لك، ونرجع وإياه قرونا إلى الوراء، وحينها سنخلص أنفسنا من سؤال القيم، ومن استفزاز مفردات الكرامة والمواطنة وحقوق الإنسان لنا... حينها سنرعى جميعا كالأنعام، ولن يضيرنا أن ينطحنا كبش، أو تركلنا أتان، أو تعضنا دابة من دواب الأرض.
الآن وقد عسعس ظلام الكرامة، وامتد الوجع بحجم ما أفنيناه من سنوات العمر في هذا القطاع، لم يبق لنا إلا أن نلحن أحزاننا، وأن ننظم رثائيات الأسى والأسف على وضع لا نرضاه لبلدنا، ولا يشرفنا أن يقدم فيه المتهورون، ممن استبدت بهم وحشيتهم، فطفقوا يمارسون ظلمهم المبين على إخوانهم وأخواتهم في الوطن، لا يشرفنا أن يقدم فيه هؤلاء هدية مجانية لأعداء الوطن، ليخسفوا به الأرض، وليقدموا عنه لوحات سوداء سنمثل فوق خشبتها دور مقدم قربان ذابح نفسه بيده.
 
نور الدين الطويليع، فاعل إعلامي