وحيد مبارك: جرعة الوطن..

وحيد مبارك: جرعة الوطن.. وحيد مبارك
لم يشكل لي عدم تلقيح السيد بنكيران لنفسه مفاجأة، فعدم انخراط الرجل في الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19، التي أعطى انطلاقتها عاهل البلاد، الذي لم يكتف بتوفير اللقاح للمغاربة مجانا بل شمّر عن ذراعه وكان أول الملقحين، ليكون بذلك القدوة والنموذج، هو أمر معتاد من شخص اعتقد بعض المغاربة يوما أنه يمكن أن يكون رجل دولة؟
سلوك فرداني آخر، ينضاف إلى السجل الذاتي للرجل، الذي لم يكن يقيم وزنا للدولة ولمؤسساتها ولمسؤوليته في هرمها، وهو يطلق الكلام على عواهنه، ولم يكن يجد حرجا في التلفظ بألفاظ خارج سياق كل اتزان، في كل مجمع حتى الرسمي منها، وسعى لقهر المغاربة بقرارات عجاف، ورضي بالأموال السهلة بعد مغادرته لكرسي المسؤولية ومعها عدد من الامتيازات من حراسة وأمن وغيرهما... فكل هذا وغيره يعكس شخصية الرجل المؤمنة حد الهوس بالذات لا بالغير.
ألا يتوجه بنكيران إلى المركز الصحي للحصول على جرعته الأولى، يعني أنه غير معني بوحدة المجتمع وبأهمية الانخراط الفردي في تمنيعه وحماية صحته بالوصول للمناعة الجماعية، فهذا السلوك الذي كشف عنه تضمين رقم بطاقته في "وثيقة المخاصمة"، ونبش البعض في هذا التفصيل، الذي لم يكذبه وزكاه بصمته، ما هو إلا جزء من جبل الجليد الذي لم يطف منه إلا القليل، لأن من يتنفس عشق الوطن ومن يتذوق جرعته لن يرى في حقنة مجرد جرعة ولن يهدد بالخروج إلى الشارع الذي هرب منه حين كان غيره يرفعون مطالبهم، وهو أمر ليس بغريب عمن قطف ثمار نضالات نساء ورجال هذا الوطن.