عرف مجال الأنترنت في الآونة الأخيرة بروز العديد من الشخصيات على منصات التواصل الاجتماعي، وذلك عبر بثهم لمقاطع فيديوا مباشرة، يشاهدها آلاف المتتبعين، يتم فيها الحديث بطريقة فردية أو تبادل الحديث مع طرف آخر باستعمال عبارات قلما يقال عنها أنها ألفاظ دون المستوى، ساعات من الحديث المتواصل لا تقدم للمشاهد أي توجيه أو نصح أو إرشاد، خاصة وأن قاعدة جمهورهم آخذة في التوسع و الانتشار.
أشخاص يتباهون بأقوالهم و أفعالهم السلبية، غير مدركين بأنهم يغيرون تركيبة المجتمع الفكرية والسلوكية عبر ما يقومون به وما يشاركونه عبر المباشر، ليغيروا من أسلوب الحياة اليومية للمجتمع، ضنا منهم بأنها حرية تعبير.
نعم لحرية التعبير التي تقدم للمواطنين شيئا جديدا يهدف من خلاله "المؤثر" إلى تقديم أساليب جديدة في البحث العلمي أو التقدم التكنولوجي أو الإبداع أو أي مجال آخر كل بطريقته الخاصة في احترام تام للذوق العام.
لكل هؤلاء "المؤثرين" للأسف، نقول، كونوا على علم بأن المسؤولية ملقاة على عاتقكم لتوصلوا أفكار تتركون عبرها أثرا إيجابيا يتذكركم به المجتمع يوما ما، كونوا كالشمعة التي تحترق لتنير درب الآخرين، أعيدوا النظر في المحتوى الذي تقدمون.
اطرحوا على أنفسكم سؤال حول ماذا ستورثون لأبنائكم و أحفادكم من ذكريات ؟
رسالة ألقيت في البحر، يوما ما ستصل إلى الشاطئ ليتلقفها من يهمه الأمر.