المساوي: سفينة "البيجيدي" تتجه بسرعة نحو الغرق والإنهيار

المساوي: سفينة "البيجيدي" تتجه بسرعة نحو الغرق والإنهيار المصطفى الرميد،و ادريس الأزمي الإدريسي، و عبد السلام المساوي(يسارا)
شرع عدد من رموز العدالة والتنمية، في مغادرة قيادة سفينة الحزب الحاكم بمبررات متعددة ، بعدما ظلت هاته القيادات تستفيد من عائدات مسؤولياتها السياسية طيلة عقد من قيادة الحكومة والبرلمان والجماعات الترابية .
في حقيقة الأمر هذا السلوك ليس غريبا على حزب جعل من الازدواجية منهجا في التدبير، بل منتظرا أن تجري إعادة رتق البكارة السياسية في الربع ساعة الأخيرة من حزب يتقن الهروب بأي شكل من الأشكال من تحمل المسؤولية السياسية عن أدائه الفاشل حتى ولو أدى الأمر إلى الاختباء وراء قضايا بعيدة عن المعيش اليومي للمغاربة .
والسؤال اليوم لماذا يقفز كل الغاضبين اليوم من سفينة الحزب الحاكم التي تتجه بسرعة نحو الغرق ؟ ولم يفضل القادة ( المصطفى الرميد، وادريس الأزمي الإدريسي...) الانسحاب من هذه السفينة بدلا من البقاء فيها إلى آخر دقيقة وتحمل مسؤوليتهم ؟ ولماذا لم يحاول هؤلاء الهاربون انقاذ ما يمكن إنقاذه لتفادي وصول تجربة حزبية إلى القعر بعدما خرقوا سفينتهم بأيديهم ؟
المغاربة كانوا سيتفهمون أن عددا من رموز الحزب الحاكم قرروا تجميد عضويتهم أو الاستقالة من الأمانة العامة أو من الحزب أو من الحكومة أو....بسبب قرارات الحزب الكارثية التي اتخذت في مجالات الصحة والشغل والتقاعد والأجور والديون والضرائب وسوء تدبير الجائحة ، لكن لاشيء من القرارات الحكومية المجحفة حركت قادة " البيجيدي " ودفعتهم للاستقالة ، بل ظلوا ينتظرون وصول مشجب كقضية فلسطين ليعلقوا عليه فشلهم في التدبير الحكومي.
طبعا لن تنطلي حيلة الهروب على الرأي العام ولن تبيض القرارات البشعة التي اتخذها الحزب طيلة عقد من الزمن .
المغاربة لم يتعاقدوا مع الحزب الحاكم منذ ولايتين على تحرير القدس، بل حصلوا من الحزب الحاكم على التزامات برفع نسبة النمو إلى 5 في المائة، وتحقيق نسبة بطالة في حدود 8 في المائة، وتقليص الفوارق في الدخل ومحاربة الفقر والهشاشة من خلال إصلاح منظومة الأجور العمومية ، ومحاربة الإقصاء الاجتماعي ودعم الفئات ذات الاحتياجات الخاصة ....
طبعا لا شيء من هاته الوعود تحقق بعد عشر سنوات عجاف ويبقى الحل هو الاختباء وراء التطبيع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه !!!!