عبد الحميد جماهري: تقنين الكيف... وتكييف القانون!

عبد الحميد جماهري: تقنين الكيف... وتكييف القانون! عبد الحميد جماهري

«شقوفا» نبك من ذكرى حبيب ومنزل

بـ «سقط» اللوى فالدخول…….. فحومل

 

*

 

ما زلت أذكر في إحدى ليالي الشاون/ شفشاون، أيام مشاركاتي الأولى في المهرجان البديع والخالد للشعر من تنظيم جمعية أصدقاء المعتمد، حين التأم جمع شعري وإنساني كبير، ربطت أواصره الساهرة بين أبناء المغامرة وقتها، ومنهم محمد بوجبيري ومراد القادري ، وأحمد بركات وإدريس علوش وجلال الحكماوي... حيث تعمدنا أن نحدث «تناصا» يليق بالمقام في خالدة امرؤ القيس:

قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ

بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ

 

فتحاملنا عليها، بسبب تأثير الفرح وحولناها إلى ما رأيناه يستجيب للحظة ولقاموسها:

«شْقوفا» نبك من ذكرى حبيب ومنزل

بـ «سِقط» اللوى فالدخول…….. فحومل

 

….

 

ومن يرى روْعة حقول الكِيف، في الليالي المقْمِرة، على منحدرات الجبل، يقتنع بدون استعماله، بأن الافضل أن يدخل ديوان الشعراء، ولوحات الفنانين الانطباعية، عوض إدراجه في مشاريع  النصوص القانونية.، ومراسيم الحكومة وبيانات الأحزاب..

 

وسيشعر -بالضبط- بأن مناقشة تقنينه تفقده تلك الالتماعات الرهيبة، تحت القمر، بشُجيْراته المزهرة، كضفيرة ملائكية…

 

الذين يستعملونه أيضا، لا يرون ضرورة مناقشة تقنينه

لا لسبب، سوى لأنهم يجدونه بسهولة..

حتى وهو ممنوع...

الهادئون

والمكتئبون

والعشاق الذين تأخذهم  موجات المانخوليا، ليسوا في حاجة إلى تقنين النقاش حول استعماله أو تجارته أو زراعته..

 

بلادنا - حقا تملك الكثير من المؤسسات البارعة في زراعة الغيبوبة اللطيفة، تلك التي تتنمل الروح فيها حول موقد أو بالقرب من إفرانات الأحياء...

وفي سهوب الليل المضاءة..

في الكِيف منتجع كذلك للتصنيف الاجتماعي

عندما تدخن أنت وأنا وشباب الحي

يكون المغرب أمام الكارثة

والآفة.

والانحراف

أما عندما تدخنه النخبة

أو الشاعر هنري ميشُو

أو يتبع دخانه رجل ميسور،

يكون مثل تجربة في اليوغا

أو رحلة إلى الفراديس..

لا توجد عَشبة أخرى، يمكن أن تثير اليوم  أو سيثار حولها  غدا كل هذا النقاش

منذ الحديث عن الحروب الطويلة حول الأفيون..

 

وقتها عشنا طويلا بتلك العبارة ، التي طالما جرحت عمقنا العقدي، ألا وهي: "الدين أفيون الشعوب".

ولم تغب عن التداول حتى أصبح… الأفيون ومشتقاته، دين الشعوب!

على كلٍّ، لقد بدأ  اكتشاف محاسن تقنين الكيف مع رئيس حكومة

هو في الوقت نفسه طبيب نفسي!

هل هي مجرد صدفة؟..

لي السؤال ولكم الجواب..

 

والآن، بعد أن تجاوزنا عتبة تقنين الكِيف،

سننتقل -بحول الله- إلى تكييف القانون!

وفي ذلك محاذيرُ عديدةٌ،

لا أريد أن أطيل عليكم بها..

ستسمعون عنها كثيرا في البرلمان وفي المنتديات..

قبل وبعد الاستعمال المقنن.

 

وسنحتفظ بضرورة إطلاق كل المزارعين  المعتقلين على ذمة «تكييف» القانون  قبل تقنين الكيف..

والذين صدرت في حقهم مذكرات بحث، بعد أن تغيرت المواقف من الكِيف..

وأول ذلك، تحديد خارطة زراعة الكِيف، وتحيين الظهائر المتعلقة به، حتى لا يفيض الكِيف عن الريف..

 

وأهم شيء، هو أن تعرف الدولة، وأدواتها وأذرعها، أنها ستتحول إلى أول مستعمل للكِيف، عبر احتكار شرائه وتسويقه واستغلاله..

دولة الحق وتكييف القانون!

وإلا ستكون لنا في المستقبل  حروب يشكل  فيها الكيف والريع

توأم جديد سيكون علينا تدبيج البيانات والبلاغات والخطب ضده!