وسام الدين عويني: إضراب الجمعة خطوة أولى لحماية المروض الطبي من هذا الحيف

وسام الدين عويني: إضراب الجمعة خطوة أولى لحماية المروض الطبي من هذا الحيف وسام الدين عويني

قرر المروضون الطبيون تنظيم إضراب وطني، يوم الجمعة 26 فبراير2021، احتجاجا على مرسوم حكومي يتضمن قرارا مجحفا في حقهم، والمتمثل في فرض واجب الانخراط في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، والذي تم تحديده في 1300 درهم شهريا. واعتبر المروضون الطبيون هذا المرسوم ضربة موجعة لجيوبهم، لكون هذه المهنة لا تعرف استقرار متوازنا في المداخيل المادية، خاصة مع جائحة كورونا، في هذا الإطار اتصلت "أنفاس بريس" بأخصائي الترويض الطبي والعلاج الفيزيائي بالقطاع الخاص بفاس، وسام الدين عويني، الذي صرح لنا بما يلي:

 

"أعبر بداية عن استيائي واستنكاري تجاه تجاهل المسؤولين للمطالب وعدم مراعاة الظروف المتأزمة التي يمر بها المروض الطبي بفعل هذه الجائحة؛ فالتغطية الصحية تعتبر حقا دستوريا ينبغي تنزيلها بليونة، خاصة في ظل وباء كورونا من جهة؛ وتأخر تقديم المرسوم من جهة ثانية؛ كما أن وزارة الصحة ووزارة الشغل لم تأخذا بعين الاعتبار هذا الوضع الصعب الذي يمر منه المروضون.. حيث قامت الوزارتان بتنزيل هذا المرسوم الخاص بالانخراط في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بشكل مباغت وبدون أخبار سابق! رغم الطعن في المرسوم الذي فرض دخلا جزافيا يفوق قدرة المروض الطبي! والذي تم تحديده دون توافق مع التمثيليات المهنية، وهو ما نعتبره لامبالاة وتجاهلا وإهمالا من طرف المسؤولين لمطالب وآراء المهنيين.

 

وبطبيعة الحال فهذا يخالف مبادئ دستور البلاد الذي ينص على مشاركة الجمعيات المهنية في القضايا التي تهم الشأن العام. ونحن نشدد على عدم قدرة المروض الطبي على أداء المبالغ المطلوبة، نظرا لكثرة المصاريف والضرائب والكساد والأزمة الخانقة بحكم للظروف التي ذكرت؛ وبالتالي فعلى الإدارة المعنية أن تعمل على إرجاء هذا القرار إلى حين الخروج من حالة الأزمة، وفقا لما تقتضيه الطوارئ الصحية؛ وأيضا لأن سلة الخدمات المقترحة شبه فارغة وتفتقر إلى عدة شروط نعتبرها أساسية؛ كالتعويض عن العجز، خاصة وأننا في مهنتنا نعتمد على المجهود البدني، كما نفتقر كذلك إلى التعويض عن الأمومة، وكذلك التعويض عن التوقف عن العمل، والتعويضات العائلية، وهذه الأمور تجعل تنزيل المرسوم غير مشروع.

 

واستجابة للدعوة للإضراب الوطني العام، وبصفتي أخصائي الترويض الطبي، أقول: لا التهميش، ولا لسياسة الآذان الصماء، من طرف الحكومة.. نعم للمقاربة التشاركية... ولهذا فإضراب يوم الجمعة 26 فبراير2021 هو خطوة أولى لإسماع صوت المروض الطبي وحمايته من الإجحاف والحيف.