لماذا فشلت الأسواق النموذجية في محاربة ظاهرة الباعة المتجولين بأكادير؟

لماذا فشلت الأسواق النموذجية في محاربة ظاهرة الباعة المتجولين بأكادير؟ ظاهرة انتشار الباعة المتجولين
يبدو أن إنشاء أسواق نموذجية بمدينة أكادير من قبيل سوق الحد وسوق سيدي يوسف والمسيرة وأسواق القرب بحي الداخلة والخيام ... لم تحد من استفحال ظاهرة انتشار الباعة المتجولين الذين غزت عرباتهم وسلعهم  شوارع وأزقة أحياء المدينة دون وجود وصفة حقيقية ناجعة لوقف الظاهرة عن التزايد ..
وعزا العديد من التجار في تصريحات متطابقة ل"انفاس بريس" أسباب استفحال هذه الظاهرة ، تعود إلى كثرة عدد طلبات الراغبين في الاستفادة من محلات بالأسواق النموذجية المحدثة، حيث فاقت عدد الطلبات عدد المحلات.. يقول أحد الباعة،  أن عدد المحلات بالسوق النموذجي سيدي يوسف، الذي تم تشييدها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، بلغ 80 محلا فيما عدد الطلبات فاق 400، الأمر الذي يستحيل معه تلبية جميع الطلبات. مما نتج عنه احتلال محيط هذا السوق والشوارع والأزقة المجاورة وأصبح الوضع أكثر تعقيدا والشوارع ازدحمت بالعربات و دوابها بالاضافة الى السلع المتنوعة المفروشة  هنا وهناك  .. وأضاف المتحدث، " إذا كانت فكرة إنشاء الأسواق النموذجية جاءت للحد من تزايد أعداد الباعة الجائلين، فإن أول صفة يجب أن تكون لكل من تقدم بطلب الحصول على محل تجاري و هي امتلاكه لعربة مجرورة أو مدفوعة أو صاحب فراشة و ما شابه ذلك، وأن يشمله الإحصاء الذي قامت به مسبقا السلطات المعنية ، لكن، يستدرك المتحدث، الواقع يبقى مغايرا لذلك، إذ نجد مستفيدين لا علاقة لهم بالبائعين الجائلين، بل غالبا ما تكون لهم مهن أخرى، حرة أو رسمية، و مع ذلك يتطاولون و أحيانا يتحايلون للسطو على محل أو أكثر.. مشيرا إلى أن  الغريب في الأمر، بعض الأسواق أصبحت جل محلاتها مملوكة لأسماء غريبة عن المجال والتي استطاعت  أن تشتري محلات عن طريق التنازل باسواق نموذجية  كان المراد من بنائها وتشييدها هو محاولة الحد من أصحاب الفراشات بالشوارع والأزقة... ".
 لتبقى ظاهرة الباعة المتجولين بمدينة أكادير في تزايد مستمر إلى غاية تقنين الأسواق النموذجية وتدارك ماشاب الاستفادة منها من خروقات ونقائص عصفت بمضمون فكرتها الأصلية وأهدافها التي احدثت من أجلها والمتجلية في الحد من ظاهرة الجائلين و احتلال الملك العمومي..