أسباب نزول عيطة "شريفي سيدي حسن" على لسان الفنان حسن الزرهوني (10)

أسباب نزول عيطة "شريفي سيدي حسن" على لسان الفنان حسن الزرهوني (10) الزميل أحمد فردوس رفقة الفنان التشكيلي والموسيقي حسن الزرهوني بجانب مشهد من لمحلة السلطانية

تعتبر عيطة "شريفي سيدي حسن" من العيوط الجميلة والرائعة التي ساهمت في توثيق أحداث تاريخية عاشها المغرب في فترة حكم السلطان المولى الحسن الأول، وتعرضت هذه "القصيدة" للإندثار والتلاشي والنسيان، إلى أن جمع بعض متونها الشعرية شيوخ العيطة من مدينة أسفي، على لسان الرواد من أمثال الشيخ ميلود الداهمو والشيخة عيدة وغيرهم.

ضيف جريدة "أنفاس بريس" الفنان التشكيلي والموسيقي الأستاذ حسن الزرهوني استجاب لنداء ثلة من أصدقائه المهووسين بفن العيطة، فغرد بلبل منطقة الكاب، وقام بتفكيك وتحليل قصيدة هذه العيطة في سياق أحداثها التاريخية ومواقعها ومجالاتها الجغرافية، وشرح مجموعة من متونها ومفرداتها، فكانت فرصة ثمينة لإشراك القراء في هذا الطبق التراثي في انتظار تفاعل المهتمين بفن العيطة والموسيقى التقليدية المغربية الأصيلة.

لقد حاولنا في الحلقات السابقة قدر المستطاع تفكيك وشرح بعض المتون الشعرية في سياقها التاريخي، والوقوف عند بعض الكلمات والمفردات الواردة في نص عيطة "شريفي سيدي حسن" أو عيطة "الزمرانية"، على اعتبار أنها تشكل مفاتيح أساسية لفهم إشاراتها ورسائلها المشفرة، المرتبط بآخر "محلة سلطانية" للسلطان المولى الحسن الأول الذي وافته المنية سنة 1894 م. ولها أيضا حمولات وإيحاءات مجازية ترتبط بتلك الفترة الصعبة من تاريخ المغرب على المستوى السياسي و الإقتصادي والإجتماعي والديني والثقافي.

دلالة ورمزية حضور شرفاء الزوايا في العيطة

ما يهمنا بالضبط في هذه الأبيات الشعرية الزجلية التي وردت في المتن العيطي أدناه، هو حضور ذكر أسماء الزوايا والشرفاء، بحكم الأدوار الإقتصادية و الإجتماعية والدينية والثقافية التي لعبوها في تلك الفترة كوسيط لفض النزاعات وإقامة الصلح بين الأطراف المتنازعة بين القياد والعائلات والقبائل المتمردة ضد سلطتهم ونفوذهم، وتمثل حضورهم الديني والروحي، كعلامة واقية من الشر وصد العدو والإعانة على النصر في المعارك.

"آشْرِيفِي مٌولاَيْ الْحَسَنْ..

وَمَا تْمٌوتْشَايْ

يْسَبْقٌوكْ الْعَدْيَانْ

آشْرِيفِي سِيدِي حَسَنْ

صْلَحْتِي وْ صَالَحْتِي

وْطَاوَعْتِي الْبٌلْدَانْ

انْتٌومَا الشٌرْفَةْ مَجْمَعْكٌمِ مَا يِخِيبْشِي سَادَاتِي رَكْرَاكَةْ

رَاهْ حْنَا مْسَلْمِينْ طَالْبِينْ التًسْلِيمْ

فِينْ تْكٌونٌوا مْجَمْعِينْ الشٌرْفَةِ لٌغْلِيمِيٍينْ

دْعٌو مْعَانَا

بَعْدْ مَا صَلٍيتٌوا وَرْكَعْتٌوا

دْعٌو مْعَانَا

شْرِيفْنَا اللًهْ يْنَصْرٌوا"

يرتبط مضمون هذا المتن بوصف دقيق لإستعداد الفرسان وخيولهم للمشاركة في القتال ضد القبائل المتمردة سواء أثناء الحركات السلطانية الكبرى بجانب المولى الحسن الأول، أو المشاركة في الحركات المخزنية الصغرى محليا بجانب القائد عيسى بن عمر. لكن قبل انطلاق كتائب الفرسان المقاتلين، المجهزين والمستعدين لخوض المعارك، كان لابد من استحضار شرفاء الزوايا تيمنا ببركتهم وكراماتهم وورعهم، حيث يتم الإستنجاد بأدعيتهم لإحاطة المحاربين بالحفظ والصون من كل مكره، وترتيل ما تيسر من القرآن ، على اعتبار أن قبر الفارس على صهوة جواده مفتوح على كل التكهنات يا إما الموت في ساحة الحرب أو العودة منتصرا غانما للقبيلة رفقة رجال المخزن بمختلف رتبهم.

لقد استعان السلطان المولى الحسن الأول بالزوايا في التوسط لإخماد الإنتفاضات وكان يعفو على القبائل التي يتدخل شرفاء الزوايا للشفعة لهم، وصد أي انتهاك أو ظلم يطالهم من السلطة المركزية بواسطة المخزن المحلي، وعرفت الزوايا آنذاك بوظائفها المتعددة داخل المجتمع المغربي.

إن القائد عيسى بن عمر العبدي البحتري كانت له "علاقة تواصلية و وطيدة مع الشرفاء من أهل التقوى والورع المنتسبين للزوايا (رَكْرَاكَةْ و التٍيجَانِيٍينْ و الْغْلِيمِيٍينْ..) بالخصوص الزاوية التيجانية التي كان مقرها بمدينة أسفي وفرعا لها بدار القائد عيسى بن عمر بحكم أنه كان يميل لهذه الزاوية، وكان يحترم أغلب الزوايا الأخرى، و عمل على إعفائهم من أداء الضرائب خاصة أبناء سيدي عيسى المخلوف الملقبين بـ "عيساوة" حيث لعب شرفائهم دور الوساطة في الصفح على المتمردين والشفعة لهم لدى القائد، وكانت زاويتهم ملجأ للمظلومين ولمن يبحث عن الأمان والحماية" يقول الفنان التشكيلي حسن الزرهوني.

كانت الزوايا تعتبر فضاء مقدسا ومحترما، ويعاملون رجالها الشرفاء بالتقدير والتوقير، على اعتبار أن زواياهم تتحوز على ظهائر شريفة تنص على الإحترام والتوقير، ومنحهم امتيازات مثل الإعفاء من الضرائب، لكن عيسى بن عمر كان يعبث في بعض الأحيان بهذه الأعراف والعادات. لقد كان عيسى بن عمر يعتمد على الأشراف من الزوايا كوسطاء في المواجهات التي تندلع بين الفينة والأخرى بسبب التمرد ضد المخزن المحلي، وخاصة في معارك قبائل أولاد زيد، إلا أنه كانت له علاقة سلبية ـ حسب وصف ضيف الجريدة ـ مع إحدى الزوايا وكان يعاملهم معاملة سيئة إلى درجة الإضطهاد لإعتبارات ظرفية.

إن نموذج الرسالة/الوثيقة التي سنستشهد بها يؤكد معاملة القائد السلبية لبعض الزوايا، حيث ورد في رسالة السلطان الحسن الأول الموجهة للقائد عيسى بن عمر سنة 1880 ما يلي :

"فقد أخبر بعض أمناء الزوايا من أهالي ركراكة بالشياظمة المرابطين صنهاجة قرب الوليدية الذين كانوا تشكوا على حضرتنا الشريفة بتراميك عليهم، وخرقك حرماتهم، وعدم إجرائهم على ما تضمنته الظهائر الشريفة التي بأيديهم، وأمرناك الكف بالأضرار بهم، ورد أمتعتهم، ووعدت بذلك. لما وصلوا محلهم، قبض عليهم خليفتك وأودعهم السجن، وجعل عليهم العنانيف (أي الأصفاد) وبالغ في عقوبتهم. وإن وقع شيء بينهم وبين حليفتك فلم تطلع عليه، وستبحث في ذلك، لأنك أنت العامل والكلام بذلك معك". فمن خلال هذه الرسالة يتضح أن السلطان الحسن الأول يطلب من القائد عيسى بن عمر أن يتدخل شخصيا، وأن ينهي النزاع القائم ويحسم في المشكل، بحكم أنه هو المسؤول عن المنطقة و عن تنفيذ أوامر السلطان وليس خليفته الذي اعتقل شرفاء أهالي ركراكة وبالغ في عقابهم، ويعمل بأوامر القائد.

من المعلوم أن الأولياء والصلحاء كان لهم دور مركزي في تلك الفترة التاريخية، يعطي الطابع الرسمي لأهم الأحداث السياسية والقبلية، ويعهد لهم بدور الوساطة، ويضمنون شرعية السلطان، فهم عبارة عن أسر مبجلة، مجردة من السلاح، لأن فضاء أضرحتهم و قبورهم هي أماكن و محج للسكينة والإطمئنان، حرم فيها القتال والعنف، ولهذا كانت تعقد بجانب محيطها المواسم والأسواق، وكانت أهم المسالك الطرقية تمر بالقرب منها بحثا عن الأمن والأمان.

في هذا السياق لعب شرفاء زاوية الغليميين دور الوساطة بين القبائل وفض النزاعات، وكان المخزن المحلي المتمثل في القائد عيسى بن عمر يستنجد بهم وبمكانتهم الإعتبارية في المنطقة . وحسب بعض المصادر التاريخية فإن السلطان عبد الرحمن بن هشام كان قد بعث بالشرفاء الغليميين إلى قبيلة البحاترة (أولاد زيد) للوساطة من أجل إقامة الصلح، وأرسل عمال الحوز للتفاوض مع زعماء القبيلة حقنا للدماء، إلا أنهم ازدادوا نفورا واستكبارا "كان السلطان عبد الرحمن بن هشام يريد تأديب قبيلة البحاترة التي يتزعم تمردها الحاج محمد بن ملوك، بعدما تمردت وانتفضت ضد القائد فضول بن حمان، الذي كان يتصف بسلوكات عنيفة، وممارسة الإبتزاز لخيراتهم ومنتوجاتهم ويسبي نسائهم ويرفع عليهم قيمة الضرائب خلاف ما قرره المخزن"

وقد جاء في رسالة السلطان عبد الرحمن بن هشام الموجهة لقبيلة أولاد زيد سنة 1848، ما يلي: "فمن رجع منكم لعامله فعليه أمان الله، لا يناله مكروه، ومن تمادى منكم على العناد فسطوة الله له بالمرصاد".

فرغم تدخل شرفاء الغليميين للصلح بين قبيلة أولاد زيد وبين القائد فضول بن حمان، وتدخل السلطان وخليفته في مراكش وأسفي، لم يتمكن أي أحد من فض النزاع وإخماد التمرد، وعلى إثر هذه الأحداث المتلاحقة قسمت عبدة إلى ثلاثة قبائل كبرى وهي (الَبْحَاتْرَةْ و اَلْعَامَرْ و الرْبِيعَةْ).

شرفاء الْغْلِيمِيينْ كان لهم "دور اجتماعي مهم فرضته الظرفية التاريخية في أواخر القرن 19، في ظل انتفاضات القبائل ضد المخزن المحلي بمنطقة عبدة، ونظرا لما يعرف عنهم من صلاح وفضيلة، فقد استطاعوا أن يفرضوا نفذوهم وإشعاعهم الديني على القبائل المتمردة من بعد تقسيم عبدة خلال فترة القائد عيسى بن عمر، ولعبوا دورهم كوسطاء في التحكيم في المواجهات القبلية والعشائرية والعائلية، فضلا عن دورهم الإقتصادي في مجال الفلاحة والزراعة، وتأمين الأسواق وإقامة المواسم والمعاملات التجارية... بل كانوا في بعض الأحيان يناهضون تجاوزات السلطة المحلية بجميع أنواعها. كما وقع في "عام الرفسة" أو "عام الغوت" خصوصا أحفاد الولي الصالح الشيخ أبو محمد صالح الماجري لما ناهضوا باشا أسفي حمزة بن هيمة أو القائد عيسى بن عمر العبدي.

تقع زاوية الْغْلِيمِيينْ بجماعة حد حرارة بإقليم أسفي، وهم شرفاء ينتسبون للولي الصالح سيد لحسن بن رحو المنحدر من الساقية الحمراء (يتغنى به الشيوخ في عدة مقاطع شعرية صوفية و طرقية من غناء نمط السًاكَنْ)، وعرف عنهم كذلك مقاومتهم للإحتلال البرتغالي. ويضم فضاء ضريح أوليائهم إضافة لكبيرهم الولي الصالح سيد لحسن بن رحو كل من (سيدي عبد العزيز مٌولْ الْكَرْمَةْ، و سيدي أحمد لٌغْلِيمِي، و سِيدْ الْمامٌونْ الفلاًحْ، وسيدي مٌولْ الْحَيْمَرْ، و سيدي أحمد بن عَبًادْ). وتنقسم الزاوية إلى مشيختين تضم ما يقارب 15 دوارا.

عود على بدأ:

"كانت الشيخة عيدة إيقونة العيطة الحصباوية رفقة الشيخ الدعباجي تؤدي عيطة "الْوَادْ الْوَادْ" الحوزية، متصلة و كتكملة لنص عيطة "حَاجْتِي فِـ ْرِينِي" وتتوسع في أدائها وغنائها وتضفي عليها جمالية فنية، يقول ـ حسن الزرهوني ـ على اعتبار أن سوسة عيطة "شريفي سيدي حسن"، قد تكون تعرضت للإندثار و النسيان بحكم أنها قصيدة رثائية تقتصر في أجزاء منها على "الْعَدًانْ"، ويقوم ضابط الميزان والإيقاع بتتبع صوت المغني وكلمات نص القصيدة. (الكلمات تسبق وتتحكم في الإيقاع).

"بَابَا لَعْبَادِي َاعْ رَكْبٌوا وَمْشَاوْ / "بَابَا لَعْبَادِي َاعْ رَكْبٌوا وَمْشَاوْ الْيٌومْ"

الشاعر يستحضر في المتن العيطي، دور الرجل العبدي كفارس مغوار وشهم، هو المحارب والبطل، ونفس الشيء نجده في متن "لَعْبَادِي الصًايْلَةْ عْلِيكْ، الزًايْدَةْ وَالِدِيكْ"، ومعنى "الصًايْلَةْ" في الجملة الشعرية الصولة والبطولة والإقدام في ساحة القتال. أما معنى "الزًايْدَةْ وَالِدِيكْ" فيقصد بها الشاعر حظوة الفارس العبدي البطل، الحاصل على نياشين التكريم ضمن كتائب السلطان أو القائد عيسى بن عمر، للدفاع عن حوزة القبلية/ الوطن، مما اعتبره الشاعر قيمة مضافة لدى عائلة الفارس والثقة التي تحظى بها عند المخزن. ويعزز هذا المتن جملة شعرية أخرى تقول: "سْرٌوتْ لَعْبَاِدي صَالٌو لْيٌومْ" في إشارة لبطولات فرسان عبدة وانتصاراتهم الميدانية.

في نفس السياق يصور الشاعر مشهدا من وقائع توديع الفرسان من طرف عائلاتهم وأقربائهم وهم يستعدون لـ "الْحَرْكَةْ" بقوله: "خَرْجَتْ الطًفْلَةْ تَجْرِي وَتْـﯖٌولْ، طَلْقٌوا مَنٍي حْتَى نْعَنًقْ بَابَا سِيِدي، بَاشْ تَبْقَى ِريحْتٌو فِيًا"، في هذا المتن يشير الشاعر إلى تعلق الفتيات خاصة والمرأة بشكل عام بفرسانهم (الأزواج والإخوة وأبناء العمومة..) أثناء استعدادهم للخروج لإخماد الإنتفاضات ومغادرة القبيلة، مما يفسح المجال لتكهنات الخوف من غدر عصابات القبائل المتمردة، وخوفهن من تعرضهن للإغتصاب والتنكيل بهن في غياب فرسان القبيلة، الذين أشار إليهم الشاعر بقولة: "بابا سيدي"

لكن في شطر آخر من المتن العيطي يفتح الشاعر نافذة الأمل بعودة الفارس العبدي من القتال سالما غانما حيث يقول:" نْطَلْبٌوا مَنْ اللًهْ إِلاَ مْشَى يْوَلِي"، رغم الأعداد الكبيرة من الأرواح التي يحصدها الموت. والتي يصور مشاهدها الشاعر قائلا: " أَسِيِدي مَدَى مَنْ رْجَالْ مَاتَتْ فِـ دَاكْ النًهَارْ / أَسِيِدي مَدَى مَنْ رْجَالْ مَاتَتْ بِيَن الجْبَالْ"، "دِيرٌو لِلشْرِيفْ خَاطْرٌو / عَمْلٌوا بِحْسَابٌو / سِيدِي كَلْمَتٌو مَسْمٌوعَةْ". في إشارة إلى تنفيذ تعليمات المولى الحسن الأول للإلتحاق بركبه بصفته سلطانا وأميرا للمؤمنين.

حضور المرأة في الجلسات الفنية احتفالا بنصر الفرسان

"إِلَا بْغَايْتٌونَا نَتْصَالْحٌو

جِيبٌو بْنَاتْ الْحَدًادْ

كَحْلَاتْ لَعْيٌونْ

زَرْﯖَاتْ لَـﯖْصَاصْ خْوَاتَاتٌو

يْعَجْبٌونِي الْخٌوتْ مَلٍي يْكٌونٌوا فًاهْمِينْ

يْعَجْبٌونِي لَصْحَابْ بَعْدْمَا يْكٌونٌوا مْجَمْعِينْ

يْعَجْبٌونِي السْرٌوتْ بَعْدْمَا يْكٌونٌوا مْسَنْحِينْ

يْعَجْبٌونِي لَحْبَابْ بَعْدْمَا يْكٌونٌوا زَاهْيِينْ

يْعَجْبٌونِي لَجْوَادْ بَعْدْمَا يْكٌونٌوا حَاضْرِينْ

يْعَجْبٌونِي لَعْيٌونْ بَعْدْمَا يْكٌونٌوا مْكَحْلِينْ

يْعَجْبٌونِي لَخْذٌوذْ بَعْدْمَا يْكٌونٌوا مْوَرْدِينْ

يْعَجْبٌونِي لَـﯖْدَامْ بَعْدْمَا يْكٌونٌوا مْحَنْيِينْ"

إن "بْنَاتْ الْحَدًادْ" يرمزن في المتن الشعري أعلاه إلى حضور المرأة في الجلسات الفنية التي كانت تقام احتفالا بعودة الفرسان وانتصارهم على الخصوم والأعداء، ويحلن المتلقي على جمال أوصافهن كنساء عاشقات لفن العيطة، وهن اللواتي تحدثنا عنهن سابقا حيث وصفهن الشاعر بـ "الْهَايْجَاتْ و الْمٌولٌوعَاتْ" المتمردات على أعراف القبيلة.

وقد ورد في نسبة كبيرة من متون العيوط ذكر أسماء نساء وأوصاف جمالهن، (لَخْذٌوذْ وْرَادَةْ، وَلَعْيٌونْ سْرَادَةْ، وَاشْ فِـ الزٍينْ مَا يَتْعَادَا)، على اعتبار أن المرأة كانت هي الضمير المخاطب في غناء العيطة بروحها وجسدها و نذكر من المتون ما يلي:

" عْبٌوشْ الْحَمْقَةْ وَاشْ لَبْكَى يْبَرًدْ نَارٌو"

"شَامَةْ لَبْرِيـﯖِيًةْ نًاكْرَةْ بٌوهَا فِـ حْيَاتٌو"

"هِيً عَيْشَةْ فَاطْنَةْ وَرْقِيًةْ، هٌومَا الزٍينْ سْلاَلَةْ ، الْوَعْدْ يْلاَقِي"

"عَيْشَةْ وَعْبٌوشْ، هٌومَا بْجٌوجْ كِيفْ الْخَيْلْ بْلاَ سْرٌوجْ"

"عَيْشَةْ بَنْتَ الْمَكٍي عَيْنِيكْ عَذْبٌونِي"

"مِينَةْ وَحَلِيمَةْ، هٌومَا بْجٌوجْ، كِيفْ الٍليمٌونْ فِـ الْوِيدَانْ"

     إنتهى