في أوج الاحتقان: قيادي يساري يحذر من السير في الطريق المسدود نحو الانتخابات

في أوج الاحتقان: قيادي يساري يحذر من السير في الطريق المسدود نحو الانتخابات اليزيد بركة
مع كل احتقان اجتماعي ترتفع حدة الاستقطابات وهو ما يحتد في كل محطة انتخابية، حيث يصطف كل اتجاه سياسي للدفاع عن وجهة نظره حول خلفيات هذا الاحتقان أو ذاك، بين من يعتبر أن ذلك مرده السياسة الحكومية وبين من يعتبره معطى آخر.
اليزيد بركة، القيادي في حزب الطليعة وفيدرالية اليسار، شدد على أن الدولة تريد أن تتغذى فقط على بعض النجاحات في إفريقيا على ‏مستوى السياسة الخارجية لتواجه بها أسئلة الطبقات الشعبية الملحة حول نفس ‏المطالب التي رفعها الشباب في الحسيمة وجرادة وزاكورة وتنغير.. داعيا إلى مزيد من الانفراج السياسي وإسماع صوت العقل.

"أنفاس بريس"، تنشر وجهة نظر القيادي اليساري:
 
منذ بداية المقاربة الأمنية في معالجة قضايا الاحتجاجات الاجتماعية والاقتصادية‎ ‎‏ في عدة مدن وقرى في مقدمتها الحسيمة وجرادة.. وفدرالية اليسار ‏الديمقراطي وحزب الطليعة الديمقراطي ينبهان الدولة والحكومة لخطورة الطريق ‏المسدودة، ومع بداية المشاورات بين الأحزاب والحكومة حول الانتخابات، ‏جددت الفدرالية موقفها من السياسة المتبعة وطالبت بالانفراج السياسي واطلاق ‏سراح المعتقلين السياسيين وقد رد وزير الداخلية بأن المغرب ليس لديه معتقلين ‏سياسيين، والتزم رئيس الحكومة موقف اللامبالاة، وموقف الحي المتأهب في ‏قضايا الاعتقال والميت الجامد في قضايا الانفراج السياسي، وقد أصرت ‏الفدرالية في مذكرتها وفي مراسلاتها وبياناتها وكذا في بيانات كل أحزاب ‏الفدرالية: الاشتراكي الموحد والمؤتمر والطليعة على الانفراج السياسي ‏وضرورة اطلاق المعتقلين السياسيين.‏
الآن يظهر أن الدولة تريد أن تتغذى فقط على بعض النجاحات في افريقيا على ‏مستوى السياسة الخارجية لتواجه بها أسئلة الطبقات الشعبية الملحة حول نفس ‏المطالب التي رفعها الشباب في الحسيمة وجرادة وزاكورة وتنغير.. وأخيرا في ‏الفنيدق، وأن تطمس بها ما أتته من تعسفات في حق المحتجين من شباب عاطل ‏عن العمل ومن رجال تعليم وصحة.. كل هؤلاء الشباب لم يسرقوا ولا خربوا بل ‏قاموا باحتجاجات حضارية وبالتالي هم معتقلون سياسيون شكلا ومضمونا.‏
لا أحد من الدولة يريد ان يسمع صوت العقل الذي طرحته الفدرالية، وهو صوت ‏بعيد عن إظهار الدولة بمظهر الضعف والوهن كما يعتقد صقور الدولة الذين ‏يدفعون بها إلى مأزق سياسي لا مخرج منه، بل هو صوت يرمي إلى أن يجعل ‏المغرب نموذجا يحتذى به في القارة الافريقية وشمال افريقيا والشرق الأوسط في ‏الديمقراطية، عن طريق انفراج سياسي كبير قبل الانتخابات وفتح حوار مجتمعي ‏سياسي واقتصادي وحقوقي يحظى فيه الشباب بموقع هام، وهذا لعمري ما يجعل ‏الدولة قوية تعود إلى المجتمع وليس ضعيفة كما يعتقد الصقور.‏
الفدرالية ليس من مصلحتها أبدا أن تخوض الانتخابات في جو محتقن سياسيا ‏واجتماعيا واقتصاديا وحقوقيا، لم تطرح الانفراج السياسي كشرط ولكن يظهر ‏أن لا أحد يريد أن يستمع ويفكر قليلا. نعم على الفدرالية أن تكون مستعدة ‏للانتخابات، ولكن عليها في نفس الوقت أن تقول لا إذا ما أصرت الصقور على ‏ركوب المراكب المهترئة في سفرهم نحو المجهول.‏