محمد الغالي: تعطيل هياكل الاتحاد أدخل الشعوب المغاربية في حالة انتظار طويلة

محمد الغالي: تعطيل هياكل الاتحاد أدخل الشعوب المغاربية  في حالة انتظار طويلة محمد الغالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش
نحن نعتبر أن كلفة عدم تفعيل مضامين معاهدة الاتحاد المغربي تبقى جد باهظة على شعوب المنطقة من مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى النفسية. فتعطل تفعيل هياكل الاتحاد والقيام بالأدوار المنوطة، أدخل الشعوب المغاربية في حالة انتظار طويلة، وهاته الانتظارية قادت إلى نوع من الاكتئاب الجماعي في مستوى العجز وعدم القدرة على العمل وعلى الابداع على اعتبار مجمل الفرص التي تضيع في كل لحظة.
أكيد أن الرأي العام المغاربي يتساءل عن أسباب هذا التعثر الذي جعل من الاتحاد المغاربي مجرد فرصة للترف المؤسساتي وليس من أجل العمل البناء والمشترك، لما فيه خير وفلاح سكان المنطقة وذلك اعتبارا لمختلف المتغيرات الجيوسياسية المتمثلة في الموقع الجغرافي بين القارتين الافريقية والأوروبية.
لكن التطورات المعاصرة كشفت أن نهج الحرب الباردة الذي اعتمدته الجزائر ضد المملكة المغربية منذ سنة 1991، وما أفرزته أزمة معبر الكركرات من تدخل جزائري سافر من أجل إذكاء الصراع وجعله يأخذ منحى إنسانيا لجر دولة المغرب في صراعها مع جبهة البوليساريو إلى وضع يجعل الجزائر صاحبة التفوق العسكري في المنطقة المغاربية في ظل غياب أي حس بالتزام ضرورة العيش المشترك بين شعوب المنطقة ووحدة مصيرها في ظل التحولات الجيوسياسية المعاصرة.
فإعلان الجيش الجزائري بأن أزمة معبر الكركرات تعتبر من مشمولات الأمن القومي الجزائري، شكل ضربة قاسمة لما كان يتمناه الجميع، والمتمثل في حلم الاتحاد المغاربي.
لذلك نرى أن موقف الجزائر المعادي للوحدة الترابية للمملكة المغربية يعتبر المتغير الأساسي في عدم المساعدة على ايجاد المناخ المناسب للتأسيس للثقة واستغلال فرص التعاون، من أجل التأسيس لكيان مغاربي يساعد على تحقيق الإلتقائية في ضمان المصلحة المشتركة لشعوب الاتحاد المغاربي...