بن بوجمعة مدبر الانقلاب الحزبي ضد زيان.. حارس عرين "السبع"

بن بوجمعة مدبر الانقلاب الحزبي ضد زيان.. حارس عرين "السبع" أنور بن بوجمعة

"عندك أجل ستة أشهر، باش تشد معنا الطريق، وإلا فإن مصير زيان ينتظرك"؛ هكذا خاطب أنوار بن بوجمعة، رئيس الحركة التصحيحية، إسحاق شارية الأمين العام للحزب المغربي الحر، خلال انتهاء المؤتمر التأسيسي المنظم مؤخرا بالخميسات.

 

فمن يكون مدبر هذا الانقلاب؟

برز اسم أنور بن بوجمعة، المنحدر من حي مولاي رشيد بالدار البيضاء، خلال الفترة الأخيرة، وكان هو أول من انتفض ضد تصرفات وتصريحات محمد زيان المنسق الوطني السابق لحزب "السبع".. فهو عضو المجلس السياسي، وطبعا كان مصيره الطرد من قبل النقيب زيان الذي ضاق صدره من معارضة حزبية بدأت برجل واحد لتمتد لجل الأعضاء.

 

"التصحيح من أجل التغيير والإصلاح"، هو شعار التحدي الذي رفعه بن بوجمعة قبل أن يلتحق به رفاقه في الحزب، شعار رفع في وجه قيادي حزبي من العيار الثقيل لطالما أزعج الكثير على مدار السنوات من دون أن يتجرأ أحد عليه..

 

لكن الإرادة القوية والشجاعة السياسية دفعت بابن منطقة مولاي رشيد برفع راية التحدي ودخول غمار صراع قوي.. صراع شكل في حد ذاته صراع أجيال.. بين جيل قديم بعقلية تحكمية، وجيل منفتح يدعو لفتح المجال للطاقات الشابة والكفاءات للممارسة السياسية على أرضية الواقع بدل الاقصاء والتهميش.. يقول أحد قياديي الحركة التصحيحية.

 

بن بوجمعة هو الذي أعطى الانطلاقة للقطار المكوكي السريع للحركة التصحيحية للحزب المغربي الحر، وما هي إلا أيام وأسابيع، حتى بدأ الصعود للقطار/ الحركة التصحيحية، من فاس إلى وجدة إلى طنجة إلى الرباط إلى الجديدة ومراكش والعيون ووارزازات.. وهو ما أربك القيادة التقليدية للحزب.

 

وكان بن بوجمعة ندا قويا ورقما صعبا على منافسه زيان، حيث فاقه في سرعة الأداء والفطنة السياسية حيث أعلن في العديد من المنابر الإعلامية الوطنية أنه يرفض منصب الأمانة العامة للحزب ويتطلع فقط لإفساح المجال للطاقات الشابة والكفاءات للممارسة السياسية والتربع على مصادر القرار..

 

وبالرغم أنه لا يزال شابا، إلا أنه أعطى درسا حقيقيا لبعض السياسيين الذين كان همهم الوحيد هو الوصول إلى كراسي التحكم..

 

تعهد بن بوجمعة بأن يكون الحزب المغربي الحر مستقبلا نموذجا في التطور الديمقراطي بالمغرب وبمكوناته الشبابية الطموحة.. لهذا أصر كرئيس للحركة التصحيحية للحزب المغربي الحر أن يبقى محايدا في التنافس على الأمانة العامة بين كل من الأستاذ إسحاق شارية والأستاذ يوسف خوادر، قبل أن تؤول القيادة للأول.

 

سياسة نموذجية للحزب المغربي الحر رسم معالمها بن بوجمعة، وهو اليوم نائب الأمين العام.. سياسة تنبني على الحوار والاحترام التام لكل مناضلات ومناضلي الحزب المغربي الحر.

 

أنور بن بوجمعة الذي مارس التحكيم كحكم فيدرالي سابق بفرنسا والمملكة المغربية، استطاع فعلا أن يدير مجريات الحركة التصحيحية في الحزب المغربي الحر بكل جدارة واستحقاق وأشهر في الدقائق الأولى الورقة الحمراء في وجه المحامي زيان، ليفسح المجال لباقي اللاعبين بمواصلة المقابلة في جو تسوده الروح الرياضية بعيدا عن العنف والملاسنات والتدخلات العنيفة الخارجة عن القانون...