الجزائر على فوهة بركان والمواطنون يستغلون أي مناسبة لتفجير مكبوتاتهم الناجمة عن سخطهم على الأوضاع المعيشية المزرية.
وهكذا فمباراة رياضية في كرة القدم بالجزائر العاصمة؛ كانت كافية لتخرج الجماهير الشعبية وتحتل المقر الرئيسي لشركة "صونطراك" غير ابهة بالمخاطر التي قد تنجم عن ذلك .
الظاهر طبعا هو الاحتجاج على النتائج السلبية لنادي مولودية الجزائر والذي تعتبر سوناطراك حاضنه ومموله وباطنه الكاو السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تعيش على وقعه الجزائر والذي لم يجد نظام العسكر بها سوى وكعادته إشهار الزرواطة وتكميم الأفواه بالزج بخيرة شباب الجزائر في السجون عبر تلفيق تهم مفبركة كازدراء الدين الإسلامي وإهانة رئيس الجمهورية أو المس بأمن الدولة في محاكمات صورية تفتقد للحد الأدنى من شروط المحاكمة العادلة حتى أطلق عليها بعدالة التليفونات.
ورغم دق ناقوس الخطر من طرف العديد من المنظمات الحقوقية الدولية وعلى رأسها منظمة العفو الدولية ويومن راتش ووتش الأمريكية إلا أنه مع ذلك العلبة السوداء للنظام التي تحكم من وراء الستار ماضية في المزيد من التضييق على الصحافيين والمدونين والعديد من المثقفين الرافضين لسياسة العسكر بالجزائر والمطالبين بدولة مدنية ديمقراطية تتميز بفصل السلط وبعدالة اجتماعية قوامها التوزيع العادل للثروة وأساسها هو أن يكون الشعب مصدرا لكل السلط.