تِسْليت أونزار: همساتُ ما بعد منتصفِ الليل

تِسْليت أونزار: همساتُ ما بعد منتصفِ الليل تِسْليت أونزار

 (1)

اِحترقي بين الحدَقاتِ أيتها الأدمُعُ

فما تُراكِ أنتِ؟

أصلاةٌ من أجل جُرحٍ شهيدٍ؟

أم ترنيماتٌ لِيشفَ الفؤادُ العليل؟..

ما تُراكَ أيها الدمعُ الحارقُ؟

بكَ ألمٌ يُقطعُ الحشا،

يُفرغُني،

يُمزِقني،..

و بي انكسارٌ،

متمددٌ

ما حسبتُ غيري يُدرِكُهُ!

 

(2)

أُشيحُ ببصري عنكَ أيها الظلُ

فلا مُقلتي للسرابِ تتحملُ

وشجني،

ما عاد الصبرُ لهُ يُطيقُ..

أميلُ على نفسي،

أحنو في لُطفٍ،

في صمتٍ،

أُجففُ دمعاً بوشاحَ حسِبتُهُ لكَ..

أميلُ وأتيهُ مع لحظاتٍ

سُرِقتْ من الزمنِ خِلسةً

فرسمتْ مِخيالاً

بِمرارةِ واقعٍ يتعممُ...

أميلُ وأتيهُ في ظلٍ زائرٍ،

عابرٍ،

كطيفٍ يأتي في غفلةٍ

من بُعدِ اللامكان

و يرحلُ في سرٍ

من نافذةِ اللازمان...

 

(3)

عن شجني أبوحُ لورقي

ومِدادي دمعٌ غالٍ

يُعَلمُ الحروفَ بحُرقةِ ناري

فتلتهبُ كلماتي،

تتعثَرُ مني،..

وأعلمُ أن ظلاً هناكَ

ما هزتْهُ كلماتٌ،

ولا حُرقةٌ،

ولا شجنُ!

أُقَبلُ كلماتي

أحتضِنُ ورقي

وأتذوقُ دمعاً

كلُ الوجعِ فيهِ .. يُختَصرُ!

 

(4)

أمضي هناكً

حيثُ السرابُ حقيقةٌ

وحيثُ الظلُ.. ظلُ.

مقعدي يعرفني،

والنسمةُ،

والدربُ،

والخُطواتُ..

أحنو على نفسي

فأُزًخرفُ للنهايةِ نِقاطاً

وأختصِرُ زمناً 

لن أخطُوَ دَربَهُ اعتباطاً..

أضعُ قلمي

وأُسدِلُ أهداباً.. مُبللة:

في همسي،

في خُلوتي،

أُناجيكَ يا ظلي

عَلَ دواخلي.. عن السَقَمِ تَعلو،

عَل كُلي.. بعضي يُسامحُ،

وعَل نفسي

بكُل الظلالِ.. تكفُرُ!