نوفل البعمري : ما الذي كشفه الشرقاوي حبوب ؟

نوفل البعمري : ما الذي كشفه الشرقاوي حبوب ؟ نوفل البعمري
 
مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية الشرقاوي حبوب في حلقة مع الرمضاني، ما صرح به حول محاربة الإرهاب ودور الأجهزة الأمنية المغربية في تفكيك الخلايا الإرهابية كان معلوما ومتوقعا نظرا لريادة الأجهزة الاستخباراتية والإشادة التي تلقتها وتتلقاها من طرف مختلف الدول نظرا لجديتها ولقدرتها على اختراق التنظيمات الإرهابية،و سرعة تفكيك الخلايا الإرهابية ودقة التوقيت الذي يأتي غالبا قبيل ساعة الصفر.. لكن ما صرح به في نقطتين أخرتين يُعتبر جد مهم ويجب التوقف عنه بالكثير من الانتباه، كان لافتا خاصة وأنه صادر عن مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في نقطتين:
- ما يتعلق بالجارة الجزائرية:
ذكر الشرقاوي حبوب بمعطى خطير يتعلق بعدم وجود تعاون أمني من طرف النظام الجزائري فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب، بسبب تصلب وتجلد الموقف الجزائري في كل ما يرتبط بالمغرب حتى لو تعلق الأمر بما يتصل بحماية الحدود والشعب الجزائري من الضربات الإرهابية التي تهدد المنطقة ككل و تهدد الحدود الجزائرية، اللهم إذا ما كانت هناك من مصلحة جزائرية أي للنظام الجزائري في استمرار الوضع الحالي،و في تمدد التنظيمات الإرهابية بالمنطقة و يدخل ذلك - أي النظام الجزائري - ضمن مصلحته الخاصة نظرا لكون الورقة الإرهابية تُعتبر من الأوراق التي يلعب عليها، و بها لتخويف الشعب الجزائري وترهيبه من خلاله تذكيره الدائم له بالعشرية السوداء.
أن يغلق النظام الجزائري الحدود و يرفض فتحها، ثم يرفض و يغلق باب التعاون الأمني لمحاربة الإرهاب هو أمر خطير، فيه تهديد لشمال أفريقيا ولأروبا، لأن رفض التعاون مع الأجهزة الاستخباراتية والأمنية المغربية لا تستفيد منه سوى التنظيمات الجهادية التكفيرية التي تريد استغلال الوضع المطرب في الساحل من أجل تحويلها لنقطة تمركز لها جديدة، هذا الاستغلال للأسف يستفيد من رفض النظام الجزائري التعاون مع المغرب و مع أجهزته الأمنية لضمان الاستقرار والأمن لكلا الشعبين، البلدين و للمنطقة.
-ما يتعلق بأبو الوليد الصحراوي:
تصريح الشرقاوي حبوب فيما يتعلق بنقطة أخرى تتعلق بالإرهابي عدنان أبو الوليد الصحراوي الذي سبق للولايات المتحدة الأمريكية أن عرضت مكافئة مالية لمن يستدل عليه، الذي يعتبر واحد من أخطر العناصر التكفيرية الجهادية بالمنطقة قد سبق له أن تورط في مختلف التحركات الإرهابية التي شهدتها دول الساحل جنوب الصحراء خاصة بمالي، وهو واحد من الأسماء التي سبق لها أن كانت ضمن مليشيات البوليساريو وعضوا فيها َ تدرب على السلاح داخل المخيمات، ويعتبر الرابط بين تنظيم البوليساريو والتنظيمات الإرهابية،و الذي يفسر الوضع الذي فرضته المليشيات التابعة للبوليساريو جنوب الجزائر في مخيمات تندوف للتغطية على مختلف التحركات التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية في المنطقة، هذا الواقع يجعل من ربط تنظيم البوليساريو بالتنظيمات الإرهابية مستند على هذا المعطى ومعطيات أخرى تتعلق بالتحركات الإرهابية لهذه التنظيمات وتورط عناصر الجبهة في الإرهاب وفي تزويد التنظيمات الإرهابية بالعصر البشري اللازم.
هذين المعطيين الذين أوردهما الشرقاوي حبوب يُسائلان النظام الجزائري من جانبين:
- جانب متعلق برفض التعاون الأمني مع المغرب، بدون أن يقدم النظام الجزائري تفسير لهذا الرفض.
- جانب تورط عناصر من المخيمات مع التنظيمات الإرهابية.
وفي كلا المعطيين هناك مسؤولية كبيرة للنظام الجزائري اتجاه المنطقة واتجاه الأمن والإستقرار فيها، لأن رفض التعاون وتساهلها مع العلاقة التي تربط البوليساريو بالتنظيمات الإرهابية يجعل من هذا النظام مسؤولا أمام العالم في كل ما يهدد شمال المنطقة وجنوب دول الساحل من تهديدات إرهابية جدية تحاول تحويل المنطقة لبؤرة ونقطة تمركز لها جديدة بعد الضربات التي تلقتها في العراق وسوريا، ومسؤولة عن الدماء التي قد تسيل نتيجة أية ضربة إرهابية محتملة مستقبليا.