الصدقي: لا يعقل الاستمرار في إغلاق الحمامات وفتح الأسواق المكتظة

الصدقي: لا يعقل الاستمرار في إغلاق الحمامات وفتح الأسواق المكتظة علي الصدقي مع مشهد من بهو (الكَلسة) أحد الحمامات

في هذا الحوار يتحدث علي الصدقي، فاعل جمعوي، عن معاناة المواطنين مع إغلاق الحمامات لحوالي 10 أشهر، وما يسببه ذلك من آثار اقتصادية على المشتغلين في القطاع، فضلا عن العلاقة الصميمة التي تربط المغاربة بالحمامات..

 

+ ما الذي تمثله الحمامات بالنسبة للمغاربة إلى جانب الاستحمام والنظافة؟

- علاقة المغاربة مع الحمامات علاقة روحية واجتماعية، باعتبار أن الإنسان المغربي لا يرتاد الحمامات العمومية كترف، بل أولا بحثا عن تطهير الذات من تراكمات الأوساخ أو رغبة في راحة نفسية، بعد ضغوطات نفسية لأسبوع من العمل؛ وبالتالي فهي علاقة ذات صلة وطيدة بالصحة البدنية والنفسية المغاربة.. لهذا فالسلطات العمومية عليها أن تدرك، وبشكل جدي، هذا النوع من علاقة المغاربة مع الحمامات والتي تضرب جذورها في تاريخنا وعاداتنا الاجتماعية.. كما يجب عليها أن تستوعب مسألة مهمة جدا، في نظري، وهي أنها (أي الحمامات) جزء من الرعاية الصحية التي يقتضي الأخذ بها ضمن السياسة الشاملة لوزارة الصحة.

 

+ بعد 10 أشهر من إغلاق الحمامات، ما هي الآثار الاجتماعية والنفسية لهذا الإغلاق على طبقة واسعة من المواطنين الذين لا يتوفرون على حمامات منزلية؟

- هناك آثار اجتماعية وآثار نفسية واقتصادية على المغاربة بشكل عام، وعلى مهنيي هذا القطاع.

الكل يدرك على أن جل المغاربة لا يتوفرون على حمامات منزلية، أو حتى مكان ما قد يستعمل للاستحمام؛ إضافة إلى آلاف العمال الذين يشتغلون في ورشات البناء والذين يستغلون يوم العطلة الأسبوعية لارتياد الحمامات.. وبالتالي، فهناك مشكل يتعلق بصحة المغاربة، إذ أن عدم الاستحمام قد يؤدي إلى انتشار بعض الأمراض، منها الجلدية على الخصوص.. ومسألة أساسية أخرى، وتتعلق بوضعية أجراء وأجيرات هذا القطاع الذين يعدون بالآلاف الذين منع من مصدر رزقهم كل هذه الشهور دون أدنى اعتبار لهذه الوضعيات وما لها من وقع مأسوي على عائلاتهم، ولا أستثني بطبيعة الحال كل مهنيي هذا القطاع.

فلا يعقل أن تظل الأسواق المكتظة، التي لا يحترم فيها التباعد وشروط السلامة، مفتوحة، ويتم إغلاق الحمامات دون أي اعتبار لوضعية الآلاف من العمال والعاملات بها، أو للعلاقة الوطيدة للصحة البدنية والنفسية للمغاربة مع الحمامات.