عبد اللطيف متوكل: حملة ممنهجة ضد عموتة!

عبد اللطيف متوكل: حملة ممنهجة ضد عموتة! عبد اللطيف متوكل

بقي اسم المدرب المحلي لصيقا بمنتخب الدوري الوطني لكرة القدم، منذ اعتماد الكونفدرالية الإفريقية لمسابقة ال"شان"، من منطلق الرغبة في فتح آفاق مستقبلية واعدة للاعب المحلي، الذي لم يعد يحظى بالأولوية في منتخبات "الكبار"، أو إن صح التعبير منتخبات الصف الأول!!

 

وتعاقب على منتخب المحليين مدربون مشهود لهم بالكفاءة والدراية والتجربة، وهم فتحي جمال ورشيد الطاوسي الذي تأهل معه إلى دورة جنوب إفريقيا 2014، على حساب تونس، لكنه رفض الاستمرار في منصبه، والذهاب معه إلى النهائيات بأرض الـ "بافانا بافانا"، فعوض بالمدرب حسن بنعبيشة، الذي تولى المهمة قبل أسابيع قليلة على انطلاق المنافسات، وقاده إلى دور ربع النهاية، الذي خرج منه بخسارة أمام نيجيريا بأربعة أهداف لثلاثة، ثم خاض التجربة محمد فاخر، لكنها انتهت بخلاف حاد مع الجامعة، بعد واقعة اللقاء الصحافي الشهير الذي عقده فاخر للدفاع عن حصيلته المخيبة في دورة رواندا 2016، وبعدها وقع الاختيار على جمال السلامي الذي حالفه النجاح بقيادته للمنتخب الوطني للفوز بلقب دورة 2018، التي استضافها المغرب بدلا من كينيا، التي لم تف بالتزاماتها في توفير متطلبات التنظيم، فسحبت منها الكاف احتضان التظاهرة.

 

بعد انتهاء تجربة السلامي الناجحة، قررت الجامعة إسناد المهمة للمدرب الحسين عموتة، صاحب المسار المميز واللامع داخل وخارج الوطن، خاصة قيادته للفتح الرياضي للفوز بكأس الكاف 2010، والوداد للظفر بكأس دوري أبطال إفريقيا 2017.

 

هذا التقليد الذي أرست دعائمه جامعة كرة القدم، بحصر مهمة قيادة منتخب المحليين على المدرب الوطني، لا يمكن أن نحدد خلفياته الحقيقية، هل هو منبثق عن قناعة، ورؤية ثاقبة، أم  أن الدافع الأساسي المتحكم فيه، مرتبط بنوعية وقيمة المسابقة، التي لا ترقى إلى مصاف الأحداث الرياضية القارية الوازنة والمغرية؟؟؟!

 

ومهما تكن الخلفية الحقيقية المتحكمة في هذا التوجه، فإنه يشكل مكسبا للمدرب المحلي، ليجتهد ويبرهن على مقدرته وحنكته، وليساهم بنصيب وافر في الدفع بالمواهب والطاقات المحلية، للبروز والتألق، حتى يتسنى لها تعزيز مساراتها بتجارب خارجية تعود عليها وعلى كرة القدم الوطنية بالنفع...

 

عموتة لا يحتاج إلى من يقدم شهادة اعتراف في حقه، فمساره التدريبي في الداخل والخارج، كاف للتدليل على قيمة الرجل.

 

والمؤسف هو أن يكون مع بداية المشاركة المغربية الرابعة في ال"شان"، عرضة لحملة ممنهجة وغير بريئة، من "أصوات تقنية" نشاز، وفاقدة للمصداقية، والأكثر والأدهى في الأمر، هو أنها تجر وراءها حصيلة كبيرة من الفشل الذريع.

 

عندما يخرج النقد عن آلياته وضوابطه الأخلاقية والمشروعة، وعن إطاره الصحيح، يتحول إلى وسيلة لتصريف أحقاد وتصفية حسابات، وهذا ما سقط فيه البعض مع سبق الإصرار والترصد!!

 

كل مدرب معرض للمؤاخذة والنقد والمحاسبة، وفق معطيات ومقتضيات موضوعية وصادقة، لكن حينما يتم استغلال أول مباراة للمنتخب الوطني المغربي في دورة ال"شان" بالكاميرون، لشن حملة عدائية، تنتهك كل أعراف وثوابت النقد البناء، وتتخذ من اختيارات المدرب وأسلوب اللعب، مطية للهجوم الشرس والضرب تحت الحزام والخروج عن النص، وعن مرتكزات الحياد والنزاهة الفكرية والأخلاقية، رغم أن المنتخب حقق ما هو مطلوب منه، وهو الفوز، فإن ذلك برهان ساطع على أننا أمام حملة تحوم حولها الشبهات من كل جانب!!

 

الهدف المسطر من رحلة الكاميرون هو الدفاع عن اللقب، وليس تكوين منتخب للمستقبل، والمدرب ينفذ توجهات ومطالب الجامعة، التي تعاقدت معه من أجل هدف محدد، وهو جلب الكأس من هناك، لا أقل ولا أكثر.

 

لذلك، فمهمة عموتة تنفيذ مخطط الجامعة، وليس التمرد عليه، وهذا ما يتجلى في اختياره للاعبين متمرسين وذوي تجربة، وغالبيتهم متقدمون في العمر!!

 

نتفق مع من يقول إن أداء المنتخب في المباراة الأولى ضد الطوغو لم يكن مقنعا، ومع من ينتقد بعقلانية وموضوعية، لكن الركوب على مردودية ضربة البداية لشن حملة غير بريئة، أمر مؤسف ومنبوذ!

 

لكل حادث حديث، ولكل مقام مقال، والنقد البناء، والاختلاف في القراءة والتقييم، له محدداته وشروطه للحكم على الأشياء في وقتها، وليس استباقها بمغالطات مفضوحة لا تخطئها العقول والمشاعر!!

 

- عبد اللطيف متوكل، رئيس الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين