خالد زيراري:آن الأوان كي تتحمل الدولة مسؤوليتها وتعترف برأس السنة الأمازيغية كعطلة رسمية مؤدى عنها(مع فيديو)

خالد زيراري:آن الأوان كي تتحمل الدولة مسؤوليتها وتعترف برأس السنة الأمازيغية كعطلة رسمية مؤدى عنها(مع فيديو) خالد زيراري، رئيس الكونغرس العالمي الأمازيغي
يؤكد خالد زيراري، رئيس الكونغرس العالمي الأمازيغي، أن مطلب الحركة الأمازيغية منذ سنوات هو ترسيم رأس السنة الأمازيغية، كيوم عطلة مؤدى عنها، مشيرا إلى أن هذا يعد أيضا مطلب جميع المغاربة الذين يحتفلون بهذا الطقس، سواء كانوا ناطقين بالأمازيغية أو غير ناطقين، داعيا الدولة إلى تحمل مسؤوليتها وترسيم هذا اليوم كيوم عطلة مؤدى عنها، على غرار رأس السنة الهجرية أو رأس السنة الميلادية.
 
ما هو تقييمك لحصيلة تنزيل الطابع الرسمي للأمازيغية خلال فترة حكم الأصوليين، علما أن البعض يرى أن هذه الفترة لم تخلو من توتر في تعاطي حكومتي عبد الإله بنكيران والعثماني مع هذا الموضوع؟ 
صحيح أن الأمازيغية تم الاعتراف بها رسميا من خلال دستور 2011، لكن للأسف الحكومتان الأخيرتان وإلى حدود 2019 حاولتا عرقلة القانون التنظيمي من أجل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وقد تأكدت هذه العرقلة من خلال استحضار الموقف الرسمي لحزب العدالة والتنمية الذي قاد الحكومتين الأخيرتين من الأمازيغية، علما أن هذا الحزب وبالرجوع إلى مرجعيته الإيديولوجية يؤمن بالأحادية في الدين واللغة. إذاً هو حزب غير ديمقراطي، ولا يؤمن بالديمقراطية في أبعادها الفلسفية التي تعني الحرية، والتعددية والاختلاف، وبالتالي فهم يعتبرون الديمقراطية مجرد أداة للوصول إلى الحكم، مقابل استبعادها في الممارسة، ومع ذلك فالأمازيغية تبقى في صلب المجتمع المغربي بجميع اختلافاته وتلويناته على جميع المستويات.
كيف تنظر إلى حضور الأمازيغية في التعليم العمومي، هل هو حضور يجسد الهوية المغربية في أبعادها العرقية المتنوعة، أم هو أن هناك تعثر في تدريس الأمازيغية؟ 
هناك العديد من التعثرات، ففي الخمس السنوات المقبلة سيتم تعميم الأمازيغية في التعليم الإبتدائي، لكن الوتيرة التي تسير بها الحكومة الحالية، على مستوى الأطر تبدو ضعيفة. ففي هذه السنة تم توفير 180 أستاذا فقط، فكيف يعقل عبر وتيرة لا تتعدى 180 أستاذا في السنة الوصول إلى تعميم الأمازيغية على مستوى التعليم الابتدائي، علما أنه في آخر اجتماع لوزارة التربية الوطنية مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تم التوصل إلى اتفاق يقضي بتوفير 400 أستاذ في السنة في أفق 2021، من أجل تعميم اللغة الأمازيغية في التعليم الابتدائي، وبوتيرة 400 أستاذ في السنة لا يمكن بتاتا الوصول إلى التعميم، علما أننا بحاجة إلى 30 ألف أستاذ كي نتوصل إلى تعميم الأمازيغية في المستوى الابتدائي فبالأحرى الأسلاك الأخرى. وبالتالي فهناك تمييز واضح ضد الأمازيغية على مستوى الأرقام..
 كما تعلم فإن الأمازيغية تظل حاضرة على المستوى الشعبي من خلال مجموعة من العادات والطقوس، وضمنها الاحتفاء برأس السنة الأمازيغية أو «حكوزة « كما يسميها البعض، دون أن يتم الاعتراف بها على المستوى الرسمي، ما رأيك؟
مطلب الحركة الأمازيغية منذ سنوات هو ترسيم رأس السنة الأمازيغية كيوم عطلة مؤدى عنها، واليوم لم يعد مطلب الحركة الأمازيغية فحسب بل أيضا مطلب جميع المغاربة الذين يحتفلون بهذا الطقس، سواء كانوا ناطقين بالأمازيغية أو غير ناطقين، والأمر لا يقتصر على المغرب بل يشمل أيضا تونس والجزائر، وفي جميع المناطق التي يتواجد بها الأمازيغ. وأعتقد بأنه حان الوقت كي تتحمل الدولة مسؤوليتها وترسيم هذا اليوم كيوم عطلة مؤدى عنها، على غرار رأس السنة الهجرية أو رأس السنة الميلادية. وأنا لا أستوعب كل هذا التماطل في الاعتراف برأس السنة الأمازيغية كيوم عطلة رسمية.
 في هذا الإطار هناك من يرى أن وضع الأمازيغية في سبتة ومليلة المحتلتين أعقد بكثير من نظيره في باقي ربوع التراب الوطني، علما بأن المجلس الجيوش الإسباني رفض مقترح قانون يقضي بالاعتراف بالأمازيغية والعربية كلغتين رسميتين، فكيف تنظرون إلى الوضع في الثغرين المحتلين؟ 
 صحيح.. تابعنا الموضوع داخل الكونغرس الأمازيغي منذ فبراير 2020، عند بداية النقاش بشأن ترسيم الأمازيغية والعربية في سبتة ومليلية باقتراح ومشروع قانون تقدمت به الأحزاب القومية، وقد تم رفضه من طرف الحزب الشعبي عند طرح بالبرلمان الإسباني، علما أن هذا الحزب يرفض الاعتراف بالأمازيغية والعربية كلغتين رسميتين في سبتة ومليلية، ونحن نعرف أن الأحزاب القومية إلى جانب حزب «بوديموس»، بالإضافة إلى الحزب الاشتراكي تشكل الأغلبية داخل البرلمان الإسباني، وبالتالي إذا سارت الأمور وفقا لهذا الشكل، فمن الممكن عبر مشروع القانون المذكور أن تصبح اللغة العربية واللغة الأمازيغية لغتين رسميتين في سبتة ومليلية مستقبلا.
 كيف تقيمون وضع الأمازيغية في جزر الخالدات أو جزر الكناري؟ 
جزر الكناري هي جزر أمازيغية تاريخيا، فسكانها الأصليون هم «الغوانش» وهم لا يتحدثون الأمازيغية لأن هذه اللغة تعرضت للإبادة تاريخيا من طرف الإسبان، واليوم هناك حركة قوية في جزر الكناري تطالب بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وضمنها نشطاء في الكونغرس العالمي الأمازيغي، وهناك أيضا حركة قوية تطالب بالاستقلال عن اسبانيا. وإذا كان الإعلام لا يسلط الضوء على الوضع في جزر الكناري فإننا كمنظمة دولية نشتغل على موضوع الأمازيغية في جزر الكناري وطرحها على المستوى الدولي.
 
رابط الفيديو هنا