كيف لمدينة تحضن الشركات والمصانع و الادارات والبنوك وهي العقل الاقتصادي المدبر للمغرب كله أن تسبح في مياه الصرف الصحي؟
السؤال سوف يتم تهريبه والعوم حوله وسوف يتم خلق وتخليق مواضيع تافهة لإلهاء البيضاويين من جديد. التسونامي الذي ضرب الدارالبيضاء مؤخرا وضح بالملموس أن تسيير مدينة بحزمة كبيرة من المؤسسات غير المنسجمة هو الفشل الذريع:
كم هو عدد العمالات المتوفرة؟ أين هو مجلس الجهة؟ أين هو مجلس المدينة؟ كم عدد المصالح التي تسير المدينة بملايير الدراهم؟ ما هو دور الشركات التي استفادت من إعفاءات ضريبية بعد كورونا؟ ما هو دور المنتخبين؟ الشركة التي تشرف على القطاع ما هو حدود تدخلها؟
هي أسئلة حارقة تضعنا في تناقضات صارخة حتى تساءل جيش المؤثرين الاجتماعيين عن كيفية قدرة المغرب على ربح "معركة الكركارات وفشل في معركة القرقارات". نفس النغمة ونفس المبررات الواهية مع العلم أنها تساقطات محدودة في الزمان.
خطأ تسيير المدينة هو جعلها الدجاجة التي تبيض ذهبا. و هذا ليس عيبا في حد ذاته لكن على المسؤولين أن يوزعوا هذا البيض بشكل يحافظ مكانة مدينة الدارالبيضاء وبشكل يحافظ على صورة المدينة كفضاء للعيش. البيضاويون تحملوا عبء أخطاء التسيير وسوء التدبير العمراني بعدما قامت الدولة بتفريخ ما يسمى بالسكن الاقتصادي الذي أنهك البنية التحتية و أساء للمشهد الجمالي للمدينة و أصبح هذا النوع من السكن لعنة على البيضاويين لأسباب يعرفها الجميع.
لم يعد أمام المؤثر الاجتماعي سوى السخرية من مشهد الغرق وانفجار البالوعات و"الجيت سكي" والطريق السيار العائم كأضعف الإيمان. بعدها يطوي الجميع سخرياتهم ويعودون لحياتهم التي يظنون أنها حياة.