في الآونة الأخيرة في المجتمع، أصبحت الألعاب الإلكترونية حديث الصحف والألسنة، اعتبرها البعض أنها مسلية والبعض الآخر أنها خطيرة وقاتلة تتسرب إلى الهواتف واللوائح الإلكترونية الذكية للأطفال والآباء وتجعلهم مصحوبين ومدمنين على وسائل الاتصال للعب والتسلية المدمنة على هاته الألعاب والبرامج .
في تحديث شبكات وبرامج الأنترنيت، هناك تقدمات جديدة من حيث الألعاب الذكية، مثل لعبة "فري فاير"، لعبة الوقت التي نجحت في حصد كثير من الإعجابات والمتابعين؛ إلا أن هذه الأخيرة اتجهت أحيانا إلى نوعية الإدمان الفوري والدائم وحتى إلى ما هو أسوأ، غدت لعبة قاتلة.. أحيط هنا بالذكر عن وفاة أم بمدينة صفرو، حيث امتنعت عن اقتناء تعبئة أنترنيت لابنها، فانتهى الأمر بدفع الابن لأمه على رأسها. ومن بين الألعاب التي أثارت جدلا كبيرا "لعبة مريم" و"لعبة الحوت" أو ما يسميها البعض لعبة الموت والانتحار التي حصدت أرواح عدد من الاطفال والمراهقين المدمنين عليها، وخروجهم عن سيطرة التحكم.
ضحايا هذه الألعاب أطفال ومراهقون في مقتبل العمر، منهم من خرج منتصرا بحد اللعب والتسلية، وهناك من قيد بالموت الالكتروني.. نستوقف الأمر على نفسية الطفل والمتابعة الأسرية، حيث يكون الطفل عبدا ومطيعا مقيد الأيدي بهاتفه الذكي بتلك التطبيقات والتحديثات الجديدة في عالم الألعاب، ونفسيته تكون مضطربة أو هاربا من مشاكل اجتماعية وأسرية، ليبقى الهاتف المتنفس الذي يفجر فيه الطاقات المتجمعة السلبية، ويصبح عبدا ومدمنا، كأن انتزع طفل من ثدي أمه في حال انقطع الاتصال أو الأنترنيت؛ لكن أين المتابعة الأسرية في محاربة هذه السلوكيات الخطرة؟...
لابد من مراقبة ومتابعة صارمة مع الأطفال رفقة الهواتف واللوائح الإلكترونية.. ومن واجب الوالدين التعرف على نوعية التطبيقات والبرامج المنزلة في هواتف أبنائهم ومصاحبة الأطفال في مثل هذه الأحوال، لأن التنشئة الاجتماعية تلعب دورا مهما في إدماج القيم الاجتماعية والأخلاقية في تكوين شخصية الطفل والمراهق وزرع ضوابط مانعة لممارسة السلوكات اللامقبولة اجتماعيا.
- حسناء سهر، باحثة في مجال الطفولة و الشباب