وتجدر الإشارة إلى أن تركيا عضو في الحلف الأطلسي، وأن هذا الأخير نشر مؤخرا خريطة المغرب كاملة تضم صحراءه. ما يبين أن المغرب الحكيم قد حقق انتصارا ببعد نظره وقيمه، في عقر دار الحلف الأطلسي الذي تنتمي إليه تركيا، الأمر الذي قد يؤشر على قرب وضع حد لعضوية نظام أردوغان في هذا الحف... كما أنه صار شبه مؤكد أن هذا النظام قد يتعرض لحصار شامل، لأنه انخرط في مؤامرات ضد الأمن القومي للدول الغربية التي استقوى بها على بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. هكذا، صار يتأكد شيئا فشيئا قرب موعد انهيار نظام أردوغان...
لذلك، يجب على شيوخ جماعات الإسلام السياسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذين صعدوا إلى السلطة في بلدانهم بفضل الدعم السياسي التركي، الذي لعب دورا كبيرا في إقناع بعض القوى العظمى بصلاحهم للغرب، وساهم في صعودهم إلى السلطة في بلدانهم، الأمر الذي ساعد على تقويتهم سياسيا وماديا... ما جعل رئيس الحكومة السابق يبيح لنفسه تجاوز حدوده الدستورية، فصار يمارس الشعبوية للمزايدة على المؤسسات الدستورية...، يجب على هؤلاء الشيوخ أن يستفيقوا من نومهم ويتراجعوا عن غيهم...
يعارض بعض " شيوخ" جماعات الإسلام السياسي في المغرب الاعتراف الدولي بشرعية سيادة المغرب على صحرائه، فافتروا على المغرب أنه تنازل عن القضية الفلسطينية، وقايضها بقضيته. وقد فعلوا ذلك خدمة لسيدهم أردوغان الذي يهابونه لأنه يدفع لهم المال، وبالتالي فهم يتاجرون بالمغرب والمغاربة معا.
على " شيوخ" جماعات الإسلام السياسي الذين يكيلون بمكيالين أن يعلموا أن حيلهم لا تنطلي علينا، لأنهم يريدون فقط الحفاظ على مقاعدهم في السلطة، وفي الآن نفسه يمارسون الضحك على ذقون المغاربة؛ فهم مع المغرب وضده في آن واحد حفاظا على مصالحهم مع المغرب وتركيا معا. عليهم أن يفهموا أننا نرفض ذلك، لأن الوطن لا يقبل المساومة، فهو فوق كل شيء، ولا يمكن توظيف مصلحته العليا لتلبية أي نوع من المصالح والأغراض...
وإذا كان معلوما أن انفصال الصحراء عن المغرب سيؤدي إلى إضعافه لصالح خصومه أعدائه الذين يرغبون في أن يروه ضعيفا صغيرا، ما يمكنهم من الاستقواء عليه تلبية لرغباتهم التوسعية، إذ لن يكون المغرب بدون صحرائه ذلك الوطن الذي ننشده، فلماذا يعترض هؤلاء "الشيوخ" على استكمال الوحدة الترابية للمغرب خدمة لأطماع خارجية تتربص بوطننا؟ ألا يعني هذا أن هؤلاء هم امتداد في الداخل لقوى التوسع على حساب المغرب؟ ألا يجعل منهم موقفهم هذا امتدادا للاستعمار التركي والإيراني والجزائري؟ ألا يشكل موقفهم هذا خيانة للوطن؟....