محمد قمار: الوزير عثمان الفردوس يقبر مشاريع الجمعيات التربوية

محمد قمار: الوزير عثمان الفردوس يقبر مشاريع الجمعيات التربوية محمد قمار، والوزيرعثمان الفردوس(يسارا)
عبر رئيس المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف محمد قمار في تصريح لجريدة "أنفاس بريس" ، عن قلقه بخصوص إقدام وزارة الشباب والرياضة على إلغاء نصف الغلاف المالي من الدعم الموجه للجمعيات الوطنية والجهوية والمحلية وقال: "" يحز في النفس و القلب، أن يتناسى الوزير عثمان الفردوس كل هذه الدينامية التي أنقذت القطاع من زمن أبيض بجرة قلم معتمدا المقاربة التقنية البحثة، مغيبا خصوصيات القطاع، كونه قطاعا تشاركيا بامتياز، ولا يمكن تدبيره انفراديا ولا بعيدا عن التشخيص الحقيقي والواقعي والعقلاني عبر مؤشرات واضحة".
وعلق محمد قمار على قرار الوزير بالقول : "لم يكفِ الوزير على قطاع الشباب والثقافة والرياضة والإعلام، معاناة الجمعيات المعنوية والمادية، وضائقتها الاجتماعية نتيجة تداعيات الجائحة، بل أبى إلا أن يعمق أزمة الدينامية التربوية والمدنية لهيئات المجتمع المدني عبر إلغاء نصف الغلاف المالي من الدعم الموجه للجمعيات الوطنية والجهوية والمحلية عبر الجامعة الوطنية للتخييم التي دأبت عبر شراكتها مع الوزارة على تدبير قطاع التخييم والتكوين ومناشط تربوية متعددة".
في سياق متصل نقل رئيس المرصد محمد قمار تخوف فاعلين في الجامعة "من وجود إرادة لدى الوزير لإضعاف الجامعة وبالتالي تفكيك منظومة التخييم عبر تجفيف مواردها الرسمية، في وقت الذي هي في أمس الحاجة إلى الدعم الرسمي، حيث تبددت في ظل الجائحة كل الموارد المحتملة".
وحسب قمار فالملف قد "يتحول قريبا إلى قضية رأي عام، لارتباطه بملف التخييم الذي دخل النفق المظلم وملفات أخرى ذات طابع استعجالي من شأنها أن تفتح الباب للنبش في ملفات طالها الانتظار والإهمال، وعكست فعلا غياب رؤية إستراتيجية للوزير في تدبير القطاع"، وأضاف ملوحا بأنه "من المنتظر أن ينتقل النقاش قريبا إلى نقاش عمومي سياسيا وبرلمانيا وإعلاميا، ليتحمل كل طرف مسؤوليته في هذا الظرف العصيب، وفق مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة".
يسجل التاريخ في زمن كورونا، أن الجمعيات الوطنية ومكونات المجتمع المدني وخاصة العاملة في القطاع التربوي والاجتماعي والثقافي، كانت قلبا وقالبا على موعد تاريخي مع وظيفتها الوطنية التطوعية، وبدل أن تركن للإنتظارية وخطاب الأزمة والتأجيل، أبدعت أشكالا وصيغا جديدة للدينامية المدنية، وضمنت استمرار أنشطتها المختلفة سواء عن بعد أو حضوريا مع الاحترام التام للبروتوكول الصحي" يوضح محمد قمار الذي أكد على أن "جمعيات المجتمع المدني كانت سباقة ميدانيا في الإبداع لتفعيل أنشطة تواصلية توعوية مرتبطة بالوقاية من الجائحة و تعميم الوعي الصحي، إلى جانب ورشات التكوين التربوي والإجتماعي، التي لم تنقطع رغم إكراهات الجائحة، بتنسيق مع الجامعة الوطنية للتخييم التي لعبت وظيفتها الوطنية في الإرشاد والدعم و المصاحبة التربوية كإطار وطني تأطيري اقتراحي مبدع".
فهل يتدارك الوزير عثمان الفردوس هذه "السقطة التي من شأنها إعلان موت الجمعيات وتدشين مرحلة بيضاء موسومة بالتوترات التي نحن جميعا في غنى عنها، في زمن يحتاج إلى جبهة موحدة لتدبير المرحلة الصعبة بالحكمة لا بالتواطؤ مع الجائحة" يتساءل رئيس المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف؟