نرايس في "مدارات" التهاني: خلقت لأكون ناقدا 

نرايس في "مدارات" التهاني: خلقت لأكون ناقدا  حسن نرايس(يمينا ) وعبد الإله التهاني
تجدد موعد برنامج "مدارات" الذي يعده ويقدمه الإعلامي عبد الإله التهاني مع متابعيه على أمواج الإذاعة الوطنية مساء السبت 02 يناير 2021. وكان أول ضيف في السنة الجديدة هو حسن نرايس الكاتب و الناقد السينمائي و الفني. حسن الفخور بكونه ابن الحي المحمدي المعروف ب"كريان سنطرال"، و بالضبط درب مولاي شريف، الحي الكبير، رمز المقاومة و التحديات والثقافة و الفن و الرياضة. 
 
قال ضيف "مدارات" إنه نشأ في زقاق يحضن مختلف الأصول المغربية بما يعني ذلك من تنوع في طرق العيش والعادات و التقاليد..فسيفساء اجتماعي و إنساني غرس في الطفل حسن معاني الصدق و المحبة و التضامن،مشيرا إلى أن هجرة الوالد إلى فرنسا من أجل العمل  وزيارته للأسرة مرة في السنة حمل الوالدة كل المسؤولية وكانت نموذجا في التضحية والحب و النضال الحقيقي للمرأة المغربية.و أفصح حسن في هذا الاتجاه أن الكتاب الذي لم يكتب بعد هو الذي يتمنى تأليفه عن أمه.. كل هذه المشاهدات المعيشة شكلت لدى حسن نرايس الطفل المجتهد في دراسته والمتأمل لمحيطه و الناس به مبكرا بجمالية الصورة عناصر عمل إبداعي. 
 
وبين المسيد والمدرسة وحفظ القرآن الكريم و تلك النصوص الأولى، بدأ حسن نرايس تعلم واكتساب اللغة العربية.و بما أنه ابن الحي المحمدي، كان لابد أن يعشق فريق الاتحاد البيضاوي "الطاس" برعاية الرئيس و المدرب و المربي و الأب العربي الزاولي. بل إنه فاجأ  محاوره التهاني بأن أحمل ذكرى في حياته هي فوز فريق الاتحاد البيضاوي بلقب كأس العرش سنة 2019. 

من جهة أخرى، أوضح حسن نرايس أن تشكل وعيه الفكري  بشكل كبير بدأ لما انتقل إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث أتيحت له الفرصة لتذوق حلاوة القراءة و الكتابة الصحافية من خلال تغطيات و متابعات و حوارات صحافية كانت تنشر على صفحات جريدة "الاتحاد الاشتراكي" وتحظى بمتابعة مهمة،وأيضا لنسج علاقات مع كتاب مغاربة قاطنين هناك كالطاهر بنجلون ومحمد خير الدين و ادريس الشرايبي. كما أن تغطيته لفعاليات مهرجان السينما العربية بباريس مكنته من التعرف على فنانين عرب و مغاربة.
 
وفي مجال إنتاج الكتب،تناولت حلقة "مدارات" كتاب "محطات باريسية" الذي وثق فيه الضيف مجموعة من المقالات الصحافية حول قضايا وطنية وإنسانية ولقاءات مع شخصيات من عالم الثقافة و الفن والسياسة العاصمة الأنوار. كما تم الحديث عن كتاب نشره حول صورة الإنسان  العربي في الفكاهة الفرنسية،وهو اشتغال نظري على صورة نمطية بتوظيف لقوة الصورة و التصور وما تمرره من رسائل العنصرية و الحط من قيمة الشخص العربي. 
 
وعن كتابه حول السخرية في التعبيرات الفنية المغربية، قال حسن نرايس إن الضحك شيء غريب وسر من أسرار الإنسان، متابعا أننا نبدأ الحياة بالبكاء، ومن هنا يجب إضحاك الإنسان لمواجهة المآسي و الظلم و اليأس و للتشبت بالحياة.
وفي سياق الحوار الاذاعي الشيق، أوضح نرايس أنه لم يفكر في كتابة القصة أو الرواية لأنه تعلم منذ البداية مساءلة النص و كاتب النص..وأيضا مساءلة الصورة و صانع الصورة،ومن هنا تربت فيه ونضجت شخصية الناقد.

 
وحول سؤال عن واقع السينما المغربية، قال نرايس إن هناك فرقا بين تطور السينما و تطور الفيلم السينمائي. فالسينما لم تتحرك لأنها أصبحت صناعة سينمائية لا تعتمد فقط على دعم الدولة بل على عوامل أخرى منها  مواكبة النقد للأعمال بمرجعية وتحليل إضافة إلى ضرورة حل مشكلة التوزيع العويصة وتناقص عدد القاعات، مستدركا أن هناك شبابا مجتهدا و مبدعا و موضحا في سياق آخر أن أفلام التأريخ و الذاكرة صعبة وأن العمل على أحداث وشخصيات يتطلب رؤيا و بحثا عميقا وذكاء خارقا و تقنية كبيرة.
 
وعن نصوصه المسرحية، قال حسن نرايس إن بعض المواضيع لا يمكن طرحها إلا عبر الكتابة المسرحية و تشخيصها فوق الخشبة،وهو ما فعل مثلا في نص مسرحية "صرخة شامة"ونصوص أخرى.