الأديب لغتيري لـ"مدارات": ضرورة تحويل القراءة الحرة إلى غير حرة

الأديب لغتيري لـ"مدارات": ضرورة تحويل القراءة الحرة إلى غير حرة الكاتب المغربي مصطفى لغتيري، والإعلامي عبد الإله التهاني(يسارا)
استعرض الكاتب المغربي مصطفى لغتيري، حين حل ضيفا على برنامج "مدارات" مساء الثلاثاء 29 دجنبر 2020 تجربته الأدبية التي اتسمت بالغزازة والتنوع، بين الرواية والقصة القصيرة والشعر، والمقالة الأدبية والبحث التربوي وأدب الرحلة، وتوزعت عبر ثلاثين إصدارا في مختلف الأجناس التعبيرية.
وفي حوار مكسو بالأدب أداره الإعلامي عبد الإله التهاني معد ومقدم البرنامج، تناول الصيف أبرز المحطات في سيرته الأدبية انطلاقا من طفولته التي اتسمت بالقراءة الكثيرة والتأمل والشغف بإبداعات أدباء كمحمد عطية الأبراشي وجبران خليل جبران والمنفلوطي، إضافة إلى القرآن الكريم والاستماع إلى البرامج الأدبية على أمواج الإذاعة، قبل أن تأتي مرحلة النضج والإنتاج الغزير في القصة والرواية والشعر والنقد.
وأوضح لغتيري أن الأدب أجناس مختلفة ولكل جنس خصائصه وتقنياته،علما أن القصة القصيرة سهلت له النشر وهو ما أتيح له عبر قصصه القصيرة جدا مثل "زخات جارية" و"تسونامي" و"حدثنا القرد وقال"،بل حظيت قصصه بالاهتمام الدولي والترجمة و النقد داخل المغرب وخارجه.
وعن قصص القصيرة جدا والتي يمكن قراءتها في أقل من دقيقة كما قال مقدم البرنامج،أشار الكاتب إلى أنها تكثيف للحظة القصصية والمعاني والمضامين، وتشكل تحفيزا على القراءة مما دفع بعض الأساتذة إلى تدريسها للتلاميذ.
وفي حديث عن روايتيه "حياة برتقال" و "شهوة الأمكنة"،قال مصطفى لغتيري إنها نصوص سردية أراد فيها توثيق ما هو ذاتي كعلاقته بأمه والأماكن التي أثرت فيه، مستدركا أن التوثيق له ارتباط بالواقع لكنه يبقى انتقائيا ولا يمكن تذكر هذا الواقع بجميع حذافيره إذ لابد من اللجوء إلى الخيال.
وانتقل ضيف "مدارات" إلى الحديث عن النقد المغربي مؤكدا أنه ذو شجون و مشاكل لأنه نقد أشخاص وليس مؤسسات وهذا ما يجعل الإبداع المغربي يعاني من عدم متابعة النقد، علما أن النقاد المغاربة لهم مكانة خاصة في المشرق العربي.
وردا على سؤال حول روايته "أسلاك شائكة" التي تتناول إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر وإمكانية توظيفها في إطار شريط سينمائي،عبر الكاتب عن أسفه لعدم وجود تناغم بين السينما و الأدب كما وقع بمصر حتى يستفيد الطرفان، مشيرا إلى أن المخرج السينمائي يريد أن يقوم بكل شيء من كتابة السيناريو إلى التمثيل إضافة إلى أن أغلب المخرجين المغاربة لهم ثقافة فرنكفونية.
وعرج مصطفى لغتيري على إنتاجاته في أدب الرحلة والكتابة الشعرية مشددا على ضرورة اقتراب الكاتب من أكثر من جنس أدبي، متأسفا على ضعف المقروئية، وداعيا إلى تحويل القراءة الحرة إلى غير حرة حتى يساهم الجميع في التكوين الذاتي للتلميذ ولأن القراءة تساعده على التشبع بقيم المواطنة واحترام والآخر وغيرها.
وأبرز في هذا السياق ضرورة عقد شراكة بين وزارة الثقافة، ووزارة التربية الوطنية.