اسمهان عمور: لا تبحثوا عن الشاهد على جريمة في غرفة شهوة معطوبة..

اسمهان عمور: لا تبحثوا عن الشاهد على جريمة في غرفة شهوة معطوبة.. اسمهان عمور

اللهم اجعل البلد آمنا، ليس من نوائب الدهر وكوارثه، بل من النفوس المصلوبة على حبل العقد، حتى لا يصير المجتمع لقيطا لا جذور له ولا انتماء.

نفوس انسلت إليها يد الشيطان لتغرس فيها كل بشاعة الكون وتسلطها على الأزواج فتفتك بهم وتصيرهم أجلافا...

هل دخول مؤسسة الزواج هو امتداد للسلالة فقط، أم هو درء لنعت النساء بالبايرات.

كثيرات هن اللواتي يجرؤن على هجر هذه البيوت التي تشابكت خيوطها العنكبوتية بسبب تلك اليد التي أحكمت قبضتها على حياة لم ترتكز إلا على وتد واحد ووحيد.

آلمتني سيدة، وهي بالكاد في الخمسين من العمر، باد عليها بقايا جمال وفطنة، عيونها فقدت بريقا كان يشي بأنوثة هي اليوم ذابلة. جرنا الكلام، هي التي لم تقو في بدئه على البوح؟...

أنا وليت معقدة... فقدت الأنوثة ديالي... دمرني.. قتل فيا كلشي.. خاصني نشوف الطبيب...

يا آ لله ما البركان الذي كان خامدا فانفجر في لحظات صفاء... ما الذي كسر الضلوع لتنفلت الآهات النازفة فترتطم بآذاننا نحن الجالسات..

انسلخت في عز شبابها من رجل جعل دخولها غرفة الشهوة جحيما.. مارس عليها كل شذوذه التي كان الشيطان فيها حليفا.

دمر أنوثتها صيرها قبرا غير معلن...

أهكذا هن النساء يتجرعن مرارة سادية الرجل دون فضح المستور..

يصمتن على تحمل ضرر حتى الجبال من فرط هوله تتصدع...

كم من ضحايا العنف الجنسي غير المعلنة هجرن البيوت ودفن الخبائث ولم يجرأن على بسط شكواهن لدى العدالة؟

ألا يعد انتهاك الجسد وقتل خلايا أنوثته جرما، ولو تحت غطاء مؤسسة الزواج؟؟ أم أن المرأة ما زالت في حكم العرف السائد هي ملك للرجل كساعة اليد أو كسوط يتخمها جراحا..

لا تحالف مع الشيطان... غيروا من قوانين الجرم ولا تبحثوا عن الشاهد على الجريمة في غرفة شهوة معطوبة...