ناشيد: البيجيدي تعامل بوجهين متناقضين في ما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل

ناشيد: البيجيدي تعامل بوجهين متناقضين في ما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل سعيد ناشيد (يمينا) وسعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية
قال سعيد ناشيد، مفكر وباحث في شؤون الإسلام السياسي في تصريح ل " أنفاس بريس " إن توقيع سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل لم يكن مفاجئا، حتى في المستوى الإيديولوجي، علما أن الخطاب الظاهرة هو أن الإسلاميين هم أعداء إسرائيل ويعتبرونها العدو الأكبر في العالم، والحقيقة ليست كذلك، فهم يتعاملون مع إسرائيل – يضيف ناشيد – بوجهين، وجه في العلن، ووجه في الخفاء، مقدما كدليل على ذلك نوذجهم الأكبر أردوغان الذي يبارك العلاقات التجارية مع إسرائيل، بل إن منسوب العلاقات التجارية في ارتفع في عهده بشكل كبير، وهناك خطوط طيران تجمع إسطمبول بتل أبيب، كما أن قطر الداعم الأكبر للإخوان المسلمين لها علاقات متميزة مع إسرائيل طيلة السنوات الأخيرة.
 
وتابع محاورنا حديثه لإتباث صحة وجهة نظره، بالقول أن المتطرفين الإسلاميين في فلسطين يتركون إسرائيل ويذهبون الى سوريا كما ذهب الجيل السابق الى أفغانستان.
وفي سؤال ل " أنفاس بريس " عن سبب هذه الإزدواجية لدى الأصوليين، أجاب محدثنا قائلا : " سبب هذه الإزدواجية هو أنه ومنذ ظهور الإسلاميين قبل عشرات السنين، هو كونهم يقتاتون بالمزايدة على حركات التحرر، ففي فلسطين كانوا يزايدون على منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى الزعيم الراحل ياسر عرفات، وفي المغرب كانوا يزايدون على الأحزاب الوطنية، وفي كل بقاع العالم كانوا يزايدون على القوى الوطنية من خلال الإدعاء بكونهم هم الأقدر على حل الملفات، وبالتالي تسويق فكرة أن جميع الحركات التي سبقتهم فشلت وأنهم قادرون على النجاح، وعلى تحرير فلسطين، والقضاء على الإستبداد في المنطقة، وتوحيد المسلمين..يعني أنهم رفعوا شعارات أكبر من سقفهم بكثير.."

 
وأضاف ناشيد أن الإسلاميين وقعوا في ارتباك بين الواقع الذي له متطلبات معينة، وسقف شعارات تم توريط أتباعهم في تبنيها طيلة هذه السنوات، مشيرا بأن عدد من أتباعهم أدركوا هذه الحقيقة فانسحبوا من صفوفهم، مقابل آخرين لم يستيقظوا من سباتهم لحدود الآن، مؤكدا بأن سبب هذه الشعارات هو المزايدة والتنطع لا أقل ولا أكثر.
 
وعن تداعيات توقيع العثماني على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل على حزب العدالة والتنمية، دعا ناشيد الى العودة الى الشريط الذي بثه الزعيم السابق ل " البيجيدي " قبل أيام، والذي يؤكد بأن هناك زلزال كبير داخل بيت حزب العدالة والتنمية، مضيفا بأنه لا يمكن توقع كيفية تدبيره، بحكم طبيعة الأصوليين الذين يبقون خارج التوقعات، فمن الممكن أن ينفجر الوضع داخل حزب العدالة والتنمية، كما يمكن احتواءه بما أن هذا الملف سيتم تأجيل النقاش فيه الى أجل آخر.
 
وأوضح محدثنا أن بنكيران نشر خطاب يحمل ازدواجية ويمكن قراءته بوجهين، وهنا تكمن الخطورة – يضيف – فالوجه الأول هو كون العثماني قدم نفسه كرجل دولة،  كما قدم بنكيران ضمانات للدولة من خلال التصريح بكون الدولة أهم من الحزب، وبأنه لا يمكن خذلان الدولة، وخذلان صاحب الجلالة في هذه المرحلة، وبأن هناك أسبقية لمصالح الدولة..
 
والوجه الثاني في نفس اللحظة، هو أن بنكيران صرح بأن من حق الحركة الإسلامية الإحتفاظ بموقفها من التطبيع مع إسرائيل مع تفادي الإصطدام مع الدولة، يعني من الممكن الإحتفاظ بالموقف من التطببيع بشكل سري الى أن تتاح لهم الفرصة في ما بعد، فكيف سيتم هذين المستويين من الخطاب ؟ يتساءل محاورنا، قبل أن يجيب بأن بنكيران ترك الباب مفتوح أمام جميع الاحتمالات..