في الفصل بين استهلاك زيت الزيتون في ما بين الجودة والفوضى

في الفصل بين استهلاك زيت الزيتون في ما بين الجودة والفوضى مصطفى القاسح

أغلب المقتنين لزيت الزيتون من المعاصر، لا يقفون على مستويات الجودة فيها اعتبارا لثلاثة شروط جوهرية بل مفصلية، وهي:

 

1 ـ جني حبوب الزيتون حيث وجب الحرص على عدم اعتماد العصي ضربا لنثرها حتى تساقط من عروشها.

2 ـ العمل على جمعها في صناديق بتهوية، لا داخل أكياس تؤثر على جودة حبوب الزيتون.

3 ـ أن تتم عملية طحنها بواسطة مطحنة الأحجار، أو عصرها بفعل الآلات الحديثة (درجة الحرارة لا تتعدى 27 درجة)، في يوم الجني، أو بعده بـ 48 ساعة على الأكثر.

 

لماذا الحرص على هذه العناصر كقاعدة ذهبية، للحصول على زيت بكر.. وعليه فأغلب المعاصر لا تقتني حبوبا حديثة القطف أولا؛ ثانيا حبوب الزيتون ليست من نوع واحد، إذ أن للزيتون صفات باعتبار النوع.

 

إن أحسن ما يعصر من الزيوت نوعان: الحوزية أولا، ثم الملكة العربية "رينبيكا" وهي إسبانية الأصل، أما "المامونية" و"البيتشينا" فهما نوعان للأكل وزيتهما سريعة الأكسدة بحموضة عالية، من ثم النصيحة لمقتني الزيت من المعاصر بأن:

 

أ ـ يحصر على أن يقتني الحبوب بنفسه من سوق من عند الفلاح وليس المسببون أو المتاجرون لأنهم يخلطون الحبوب ونقع في نفس الخطأ.

 

ب ـ أن يطحن الزيت أو يعصرها مع الحرص على درجات الحرارة في الثانية أن لا تتعدى 27 درجة، مع تصفيتها بالماء البارد أحسن.

 

ج ـ تخزينها في أواني من الإنوكس، أو الزجاج السميك، ويفضل أن لا يكون أبيض اللون شفاف يسمح باختراق لضوء الشمس.

 

إذن ثنائية الجودة والفوضى تفرض مجاهدة من طرف كل مقتن للزيت المجاهدة لأن تكون بكر، فنصيحتي الحذر من زيوت المعاصر إلا بالشروط السالفة الذكر.

 

معاصرنا تتهافت للبيع دون شروط جودة حقيقية، واعلموا أيها المستهلكون أن الزيتون الأخضر أو الملون، أفضل أنواع الحبوب للحصول على الزيت، أما الأسود فزيته حلوة بدون مكونات صحية معتبرة كمضادات الأكسدة. (اليوم ثمن زيتون العطاوية 6 دراهم و30 سنتيم بمردودية من 14 إلى 16 لتر في المائة، أي أن اللتر الواحد من زيت زيتون جيد يصل سعره إلى ما بين 45 درهما و50 درهما.)، وغير ذلك فهي زيوت مستخرجة من زيتون المرجوعات سريعة التلف.

 

قد يتساءل البعض، لم الحرص كل الحرص على اقتناء زيت بجودة عالية؟ الجواب سهل وواضح، فالمستهلك يتطلع إلى الحصول على زيت ذات قيمة غذائية أولا، وصحية ثانيا. لذا وجب إعمال الشروط التالية والحرص عليها كآلية وقائية لتحفظ زيت الزيتون تلك الصفات وتلكم المزايا.

 

أول هذه الشروط، إبعادها عن الهواء والضوء، إذ هما العدوان اللذوذان لزيت الزيتون. كونهما يسببان أكسدة تلغي القيمة الصحية والغذائية لهذه الأخيرة .

 

ثاني شروط السلامة الصحية، أن لا تحفظ أبدا في أوان أو قارورات بلاستيكية، والمؤسف أن أغلب المعاصر تستخدم الحاويات البلاستيكية، بل منها ما هو رديء وسام أو سبق استخدامه للمبيدات أو الأصباغ أو غيرها من المواد السامة.

 

ثالث هذه الشروط، استعمالها اليومي يفرض وضعها في إناء زجاجي أو من مادة الإنوكس، محكم الغلق مع صنبور ييسر عملية الاستفادة أو الاستخدام.

 

إن استثمار المستهلك في زيت الزيتون (كمادة أساسية طيلة السنة) أو زيت أركان بشكل يضمن المحافظة على جودتها وسلامة مستدامة في تناولها، ووقاية في استخدامها، يتطلب منا تغيير سلوك اقتنائنا لهذه الزيتون من خلال تكويننا وامتلاكنا لثقافة استهلاكها.