الجائحة تصالح سلطة وزان مع آلية التواصل ! 

الجائحة تصالح سلطة وزان مع آلية التواصل !  منظر لمدينة وزان
ما الذي جعل الادارة الترابية الإقليمية بوزان تركب لأول مرة قطار التواصل مع الرأي العام بعد أن صامته لسنوات ؟ هل للوضعية الوبائية الجد مقلقة يد في ذلك ؟ هل لهذه الخرجة التواصلية علاقة بزيارة والي جهة طنجة تطوان الحسيمة لمدينة وزان للوقوف بنفسه على الملابسات المحيطة بالانفجار في عدد المصابين ، والإماتة بالإقليم في الأيام الأخيرة ؟ هل هو اقتناع الإدارة الترابية لإقليم وزان بأن آلية التواصل إجراء وقائي أساسي لمحاصرة كوفيد 19 ؟ أم محاولة نزع تسريبات من بين أيادي البعض يستغلها لخدمة أجندات بئيسة ؟
 لندع كل هذا ونعود من جديد للوضعية الوبائية الصعبة التي وجد إقليم وزان ( القروي بامتياز) نفسه يسبح في فيض معاناته ومضاعفاته ( الوباء)،ويرشحه للانفلات ( الإقليم ) ، بل للانتكاسة لا قدر الله ، أمام عرض صحي هو نفسه يعاني من اختلالات بنيوية ، ولن تحله البنايات والتجهيزات رغم أهميتها، ما دامت الكثير من القيم السامية المنتصرة للنزاهة ونظافة اليد، ونقاء الضمير لا تتشبع بها حفنة من العاملين بالقطاع الانساني بامتياز.... وافلات بعض المتخاصمين مع هذه القيم من العقاب ....!
لمواجهة هذه التطورات، سارعت اللجنة الإقليمية لليقظة المكلفة بتدبير جائحة كورونا كوفيد 19، التي من دون شك كانت تتابع تفاصيل هذا المنحى السلبي للوضعية الوبائية ، لعقد اجتماع يوم 20 نونبر 2020 بمقر العمالة، أسدل على أشغاله الستار باعتماد جملة من الاجراءات والتدابير الاحترازية، عكسها البلاغ الصادر عن عمالة وزان، وعممته وكالة المغرب العربي للأنباء على الصحافة الوطنية ، ورقية ورقمية . 
حزمة الاجراءات الوقائية التي حملها بلاغ العمالة كان لابد من اعتمادها ولو أن بعضها ستكون آثاره الاجتماعية قاسية على فئات اجتماعية تمارس مهنا (الحلاقة....) بالكاد توفر المصروف اليومي، مما يستدعي التعجيل بالاستماع لأصواتهم/ن بحثا عن مخرج يحمي قوتهم/ن ، ويحفظ صحة زبنائهم/ن.
في نفس الوقت يرى الكثير من المتتبعين لشأن دار الضمانة بأن هناك تدابير وقائية واستباقية تم اعتمادها، لكن ستكون محدودة الأثر، بل  لن يكون لها أدنى صدى إن لم يتم تدارك الأمر ابتداء من صباح يوم الاثنين.    
 الإجراء التاسع بالبلاغ يمنع كل التجمعات والتجمهرات لأكثر من 5 أشخاص ، فكيف سيتم تنزيل هذا الإجراء بالسوق البلدي ( المارشي ) الذي تم الاستلاء على ممراته الداخلية وأصبح من الصعب المرور بينها أمام الازدحام الذي يعرفه يوميا ؟ وكيف سيتم تجنب الازدحام والحرص على التباعد الجسدي المطلوب، والسلطة والمجلس الجماعي عالجا مشكل الفراشة الذين كانوا قد جعلوا من محيط هذا السوق فضاء لعرض بضاعتهم/ن وسلعهم بإلحاقهم بقلب السوق ؟ اجراء يذكر بزمن الراحل ادريس البصري الذي كان يتستر على أحزمة البؤس والفقر ببناء أسوار عاتية ! كيف سيتم معالجة تجمهر المرضى عند مدخل المركز الصحي المسيرة ، وأمام مدخل ادارة بريد المغرب ؟ والمنطقة الإقليمية للأمن الوطني ؟ إن قوة الاجراءات في تفعيلها ، وليس في تدبيج البلاغات بها وإلا قد تأتي بنتائج عكسية وهو ما لا نتمناه.الاجراء الخامس يتحدث عن تقليص الطاقة الاستيعابية إلى 50 في المئة . هل المستهدف هو وسائل النقل لأن صيغة البلاغ غير واضحة؟  وهل هذا القرار يسري على النقل العشوائي ؟ الرسالة واضحة ولا تحتاج لقن سري لتفكيكها !
 يفهم من الإجراء الثامن الذي يتحدث عن " المراقبة الصارمة لاحترام الاجراءات الاحترازية (وضع الكمامات ، التباعد الاجتماعي ) تحت طائلة تطبيق العقوبات المنصوص عليها في حق المخالفين #، ( يفهم منها ) بأن باقي الاجراءات الاحترازية والوقائية الصادرة بنفس البلاغ لن تطالها المراقبة الصارمة ؟ ما جاء بالرقم 8 ليس اجراء ، خصوصا وأن البلاغ قد تم تذييله بنداء مدني مسؤول جاء فيه " نهيب بكافة المواطنات والمواطنين من ساكنة هذا الإقليم توخي الحيطة والحذر واستحضار روح المسؤولية المشتركة مع التقيد بالإجراءات الاحترازية المشار إليها أعلاه ، وكذا ارتداء الكمامات الواقية واحترام مسافة التباعد الجسدي وتفادي كل أشكال الاختلاط للحد من انشار الوباء " . 
 إنها ملاحظات بسيطة الغاية منها المساهمة المواطنة في دعم جميع الخطوات المتخذة لحماية دار الضانة الكبرى من الفتك الذي قد يخلفه الوباء اللعين بحياة ساكنتها. مساهمة نريدها مرتدية زي الجودة بأقل كلفة وذات نتائج باهرة .... جميعا من أجل وزان الإقليم صفر إصابة ....ممكن ذلك إن انخرطنا جميعا ، مواطنات ومواطنين، وسلطات عمومية، وجماعات ترابية ، بوعي ومسؤولية في معركة مواجهة الوباء ، معركة ألفها وياؤها الالتزام الجماعي بمختلف التدابير والاجراءات المعتمدة ......