اعترافا بأمجاد الحركة الوطنية باليوسفية.. تدشين فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة (مع فيديو)

اعترافا بأمجاد الحركة الوطنية باليوسفية.. تدشين فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة (مع فيديو) لحظة تدشين الفضاء

دشن يوم الخميس 19 نوفمبر 2020 مندوب قدماء المحاربين وجيش التحرير بمدينة اليوسفية، مصطفى الكثيري، رفقة عامل إقليم اليوسفية محمد سالم السبتي، ورئيس المجلس الإقليمي، ورئيسة الجماعة الترابية؛ فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير باليوسفية بحضور مختلف السلطات المحلية والترابية وممثلين عن المؤسسات المنتخبة وفعاليات المجتمع المدني.

 

فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير باليوسفية هو ثمرة تعاون وشراكات انخرطت فيها عمالة إقليم اليوسفية، والمجمع الشريف للفوسفاط، والمجلس الجهوي بجهة مراكش أسفي، والمجلس الإقليمي والجماعة الترابية باليوسفية.

 

شبكة فضاءات الذاكرة التاريخية الوطنية للمقاومة وجيش التحرير

وقال الدكتور مصطفى الكثيري في كلمته الافتتاحية "إنه من دواعي الفخر والاعتزاز أن نلتقي في هذا اليوم الأغر الذي يتزامن مع ذكريات أعياد عزيزة على قلوب الشعب المغربي (عيد العودة، وعيد الانبعاث، وعيد الاستقلال، والذكرى 45 للمسيرة الخضراء)"؛ معتبرا أن افتتاح فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير "يندرج في سياق نهج التواصل والقرب الذي دأبت عليه المندوبية السامية للتجاوب والتفاعل بالملموس مع تطلعات أسرة المقاومة وجيش التحرير". مذكرا بأن المندوبية قد استطاعت "إحداث شبكة من فضاءات الذاكرة على مستوى التراب الوطني تصل اليوم إلى 95 فضاء، في إطار اتفاقيات تعاون وشراكات مع مختلف القطاعات ذات الصلة... وكانت عناية الملك تتجلى في نموذج فضاء أسا الزاك كواحد من أرقى الفضاءات التاريخية للذاكرة، فضلا عن وضع الحجر الأساس للمتحف والمركز الثقافي بمقاطعة بن مسيك، وفضاء بشار الخير بالحي المحمدي بالدار البيضاء، علاوة على مشروع فضاء محمد السادس للذاكرة التاريخية المغربية والإفريقية بمدينة أصيلا.

 

 

أهداف فضاءات الذاكرة التاريخية

وعن الأهداف من إحداث هذه الفضاءات أوضح نفس المتحدث بالقول: "هدفنا هو تأمين واحتضان المقروءات التاريخية ذات الصلة بأمجاد الكفاح الوطني وأسماء رجالات المقاومة وجيش التحرير "ويتجلى ذلك من خلال تقديم وعرض كل "الوثائق والمستندات التاريخية والمخطوطات، وكل اللوازم التي تم استخدامها في الفعل الفردي والجماعي للمقاومة". واعتبر الكثيري أن "كل المعروضات المادية  والوثائقية تشكل موادا أساسية للتواصل مع الذاكرة التاريخية وتجسد أشكال ووسائل من أجل الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية".

 

لماذا فضاء الذاكرة التاريخية باليوسفية؟

بالنسبة لفضاء الذاكرة باليوسفية يوضح المندوب مصطفى الكثيري بأنه "أداة اتصال وتواصل، تعنى بنقل المعلومة الثقافية والتاريخية، ويعكس نمط عيش رجال المقاومة وجيش التحرير"، بل إنه "فضاء رديفا للمؤسسات التربوية والتعليمية، ودعامة أساسية للتعلم وتنمية حب المعرفة التاريخية". مستطردا بأن رسالة فضاء الذاكرة "تكمن في الإيمان بضرورة الحفاظ على الموروث الثقافي الوطني المتصل بالمقاومة وجيش التحرير، وتمكين الأجيال الجديدة والناشئة من الاطلاع على تاريخها التليد من خلال المعروضات التي تعتبر ذاكرة لا تشيخ".

 

ويتضمن فضاء الذاكرة باليوسفية عدة مرافق ثقافية وفنية وإعلامية وتواصلية منها رواق عرض الوثائق التاريخية والمستندات والتحف، بالإضافة إلى مكتبة فكرية وتاريخية مع قاعة للمطالعة، وقاعة للسمعي البصري، وأخرى للتكوين والتأهيل المندمج للمشاريع الذاتية ، وقاعة متعددة الاستعمالات (اللقاءات والندوات).

وعن سؤال الدور الاجتماعي لفضاء الذاكرة في علاقة مع أبناء وبنات رجالات المقاومة وجيش التحرير، كشف المندوب عن حصيلة المندوبية التي استطاعت أن تخلق ما يقارب 2464 مشروعا ذاتيا صغيرا ومتوسطا، و 208 تعاونية، و141 جمعية .

 

دور منطقة اليوسفية في المقاومة والحركة الوطنية

إن الأحداث التي عرفتها المنطقة على مستوى الانخراط في فعل الحركة الوطنية والمقاومة من أجل جلاء المستعر وتحرير الوطن من المغتصب هي "أحداث تحتل مكانة رائدة، وتتبوأها مناطق اليوسفية في تاريخ الحركة الوطنية مرتبة متقدمة"، على اعتبار يقول مصطفى لكثيري أن " إقليم اليوسفية المجاهد لعب دورا وبلغ مهام وطنية إبان الحركة الوطنية.. وسمعنا عن وطنيين وعن رواد المقاومة من هذا المنقطة الأبية، التي عرفت حركة نقابية كذلك (اليوسفية، والشماعية وأسفي)."

لذلك يعتبر المندوب السامي أن اليوسفية "جديرة بأن تحتضن فضاء للذاكرة التاريخية لرجالات الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، يعكس بطولاتهم وتضحياتهم التي أسدوها حبا في الوطن"، وأضاف موضحا بان رجال الحركة الوطنية من مناطق اليوسفية منهم "مجبولون على القيم الوطنية والروحية والسلوك المدني القويم ومكارم الأخلاق"، لذلك وجب حفظ و"صيانة رصيدهم وذاكرتهم التاريخية الوطنية من خلال فتح ورش التاريخ المحلي والمناطقي وتشجيع الدراسات والأبحاث التاريخية المحلية والجهوية لتحقيق استظهار أمجاد وروائع التاريخ الوطني".

 

وعن المقاومين من رجالات الحركة الوطنية بمناطق اليوسفية الذين اختيروا لتكريم أرواحهم، بمناسبة تدشين وافتتاح فضاء الذاكرة، أوضح مصطفى الكثيري قائلا: "منهم من كان التحق بجيش التحرير بالشمال، ومنهم من التحق بجيش التحرير بالأقاليم الصحراوية، وهم صفوة من الوطنيين الأبرار الذين أخلصوا للوطن، يستحقون منا وقفة إكبار وإجلال، مما عبروا عنه من روح المسؤولية وقيم الإيثار وقيم الوطنية".

 

 

وبعد تكريم سبعة مقاومين من رجالات الحركة الوطنية بمنقطة اليوسفية (رحمة الله عليهم) استحضر المندوب الانتصارات المتتالية على مستوى قضية الوحدة الترابية، بعد العمليات البطولية التي أنجزتها القوات المسلحة بقيادة ملك البلاد، وتطهير معبر الكركرات من فلول الانفصاليين والمدعومين من طرف خصوم الوحدة الترابية، حيث اعتبر المناسبة فرصة سانحة لتحية رجالات المقاومة وأعضاء جيش التحرير الذي يؤيدون ميدانيا كل قرارات المملكة المغربية عبر سائر الأقاليم الجنوبية والشرقية والشمالية ببياناتهم وبلاغاتهم تعبيرا عن واجب الإكبار والتقدير للجيش المغربي ضباطا وضباط الصف وجنود القوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة والدرك الملكي والوقاية المدنية والإدارة الترابية والأمنية.

 

لائحة رجالات المقاومة المكرمين:

ـ المقاوم المرحوم امبارك نعينيعة (المزداد سنة 1933 بقلعة السراغنة)

ـ المقاوم أمبارك رامي ( المزداد سنة 1931 بأسفي)

ـ المقاوم المرحوم محمد إيكوديان (المزداد سنة 1921 بالصحراء المغربية)

ـ المقاوم محمد المازيني ( المزداد سنة 1931 بالشماعية)

ـ المقاوم محمد بحاد ( المزداد سنة 1939 بخنيفرة)

ـ المقاوم الصغير تيزة (المزداد سنة 1938 بتازة)

ـ المقاوم عبد الرحمان الرضواني (المزداد سنة 1926 بتاونات)...

 

رابط الفيديو هنا