جمال المحافظ: اتحاد يستعيد زمام المبادرة

جمال المحافظ: اتحاد يستعيد زمام المبادرة جمال المحافظ

يبدو أن اتحاد المنظمات المغربية التربوية وهو يتجه نحو الاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيسه خلال السنة المقبلة 2021، يحاول استعادة زمام المبادرة

التي كانت فعلا مدنيا خالصا له في بداية تسعينات القرن الماضي، خاصة في مجال الدفاع عن حقوق الأطفال والشباب.

ويتضح ذلك من خلال اللقاءات الأخيرة لمكوناته التي أجمعت على ضرورة تجاوز" حالة الجمود" التي طالت هذا الاطار الوحدوي الذى يضم أبرز

المنظمات التربوية التطوعية منها من تأسست في بداية الاستقلال سنة 1956 بتوجيه مباشر من الشهيد المهدى بن بركة.

فرفع التحديات المتنوعة خلال المرحلة الراهنة، لا يمكن لجمعية بمفردها مهما كان حجم امكانياتها واشعاعها، أن تتصدى لمختلف المشاكل التي تعرفها العملية التربوية، وهو ما يبدو دفع هذه الجمعيات، الى الالتئام مؤخرا، لتسطر رؤية وبرنامج مستقبلي يتجاوب مع التحولات الراهنة.

وهكذا اتفقت هذه الجمعيات على "برنامج مرحلي" لإعادة احياء اتحاد المنظمات التربوية المغربية الذى تأسس سنة 1991 من لدن عدد من مكونات الحركة الجمعوية التطوعية التي راهنت آنذاك على دينامية ومصداقية قادتها خاصة منهم الراحل محمد الحيحي (1928- 1998 )، على ترسيخ موقع الاتحاد وجعله مخاطبا ذا مصداقية لدى كافة الهيئات والمؤسسات داخل وخارج المغرب.

وإذا كانت الجمعيات المكونة للاتحاد وأهدافه، قد ساهمت في تكريس الدور المحوري لهذا الاطار خاصة في ميدان الطفولة والشباب، فإن ما كان يجعله يحظى بالاحترام لدى أوساط الرأي العام، فضلا عن أنشطته النوعية، السمعة التي كان يحظى بها أطره والجدية والمصداقية والنزاهة التي كانوا يتمتعون بها، وايمانهم الراسخ بالعمل الجماعي، ومحاربة السلوكيات الفردية والانتهازية.

فمبادرة الجيل الجديد والقديم، الراهنة، يمكن اعتبارها محاولةفي مسافة الالف ميل، للعودة الى الروح التي سادت لحظة تأسيس الاتحاد، وذلك بالإتفاق على العمل على "تطوير الآليات التنظيمية والتدبيرية" و" التفكير والحوار والتشاور العمومي"و" تقوية القدرات والمهارات" و" الترافع وحشد الدعم حول قضايا الطفولة"، وذلك عن طريق فتح نقاش عميق حول متطلبات الحركة الجمعوية في ظل التحولات المجتمعية الراهنة، وعلى ضوء تداعيات فيروس كوفيد 19 المستجد، ومتغيرات المشهد التربوي وتوسعه بالتحاق أجيال جديدة من الجمعيات والمؤسسات.

ويعود الفضل الىاتحاد المنظمات التربوية المغربية،التصدي الحازم الى الاثار السلبية الناجمة عن إجراءات الخوصصة التي طالت عدد من المؤسسات ومن بينها فضاءات الشباب والطفولة والدفاع عن مجانية الأنشطة بدور الشباب ومواجهة محاولات الاجهاز على مراكز ومؤسسات الطفولة وتسعير أنشطة التقويم الهيكلي في ثمانينات القرن الماضي،وذلك تنفيذا لتوجيهات المؤسسات المالية الدولية.

من جهة أخرى، لم يكن اختيار 30 مارس كيوم لتأسيس اتحاد المنظمات التربوية اعتباطيا، بل كان اختيارا واعيا ومدروسا، وذلك لرمزيته ودلالاته العميقة، لأنه يتزامن مع الاحتفال بذكرى يوم الأرض، وذلك تعبيرا من مكونات الاتحاد، على تجديد التضامن المطلق مع القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية وطنية، كما هو شأن كافة المغاربة.

وإذا كان اتحاد المنظمات التربوية المغربية، كاطار جمعوي تطوعي للتنسيق المشترك، يرتكز على مبادئ الاستقلالية والديمقراطية والمساواة والتطوع، ويسعى بترسيخ قيم المواطنة والديمقراطية والحداثة، فإنه شكل في إبانه خطوة غير مسبوقة في تاريخ الفعل المدني الوحدوي، قبل الاهتداء الى أهمية " التشبيك" بين الجمعيات.

وبغض النظر عن البرمجة التنشيطية التي اتفق عليها أعضاء الاتحاد خلال لقائهم الأخير، فإن أهم ما يمكن أن ينصب عليه هذا الاطار الوحدوى هو العمل توحيد الجهود وفق رؤية واضحة المعالم، وتعزيز آليات المرافعة للدفاععن حقوق الأطفال والشباب، مع الاتفاق على القيام مبادرات نوعية تكرس حضور الاتحاد الفاعل في الساحة الجمعوية، والنوعي للتميز في مواكبة الشأن التربوي، حتى لا يظل الاتحاد اطارا تاريخيا ذو طبيعة متحفية فاقدا للروح والنفس التجدد أو مجرد غرفة لتسجيل المواقف وإصدار البلاغات.

ولعل هذه الجمعيات أرادت بهذه " المصالحة " مع الذات والتاريخ، " تجديد السؤال وتحديد المهام والأدوار"المنوطة بهذا الاطار التاريخي، وذلك عبر تحديث التصورات وإعادة ترتيب الأولويات، في ظل جائحة كورونا، التي فرضت على الجميع اعادة ترتيب الأولويات، بدون الارتهان الى اليقينيات التي سقطت جراء هذا الوباء، مع العمل على الانفتاح على مستجدات ساحة الحركة الجمعوية.

فجائحة كورونا بإمكانها، أن تفتح أفقا جديدا في تدعيم العمل التطوعي لاتحاد المنظمات التربوية المغربية، منها قيادة مبادرة تشرك منظمات المجتمع المدني الى جانب المؤسسات الرسمية في المجهود الوطني المرتقب للتلقيح للحد من انتشار الوباء.

وكان اتحاد المنظمات التربوية المغربية والرابطة المغربية للمكونين التربويين وجمعية الشباب لأجل الشباب، قد نظموا ما بين 6 و8 نونبر2020

بمراكش، منتدى دراسي في موضوع " العرض التكويني المرتبط بالعمل التنشيطي مع الشباب: التشخيص والفرص الممكنة".

 

محمد الحيحى رفقة المهدى بن بركة في 19 ماي 1956 لدى تأسيس الجمعية المغربية لتربية الشبيبة AMEJ