السباعي: خطاب الموقف الثابت

السباعي: خطاب الموقف الثابت الحسين بكار السباعي
شكلت المسيرة الخضراء حدثا تاريخيا في ثنايا تاريخ المملكة المغربية، وذلك لاثرها في ربط الماضي بالحاضر.
فالمغرب ماض في ترسيخ المكتسبات بهدوء ورصانة، مكرسا مسؤوليته السياسية، في ثبات مواقفه والترحيب بلغة الحوار من أجل الاستمرار في إيجاد حل توافقي سلمي، لنزاع مفتعل .
و هنا وجه جلالته بلغة واضحة و "لكافة الأطراف "، الدعوة في الإنخراط بشكل  جدي لإيجاد حل توافقي وواقعي و دائم والاستمرار أيضا في ترسيخ حق المغرب عبر سياسات مختلفة تتجسد  في بعدين أساسين :
بعد تنموي: يعتمد بالأساس على مجاله البحري، عبر ترسيم حدوده البحرية والدفع بما رلكمه من تجربة ومخططات تنموية لمجاله البحري، كرافعة تمنوية مهمة، ومسايرة المشروعية الدولية التي تحفظ للمغرب حقه في المجال البحري لأقاليمه الصحراوية.
وبعد اقتصادي عالمي:  بعدم الإكفاء بالدور الذي تلعبه كبوابة لإفريقيا وحسب بل بما يعود بالنفع على المغرب، وعلى دول الجوار، ومن تم فقضية وحدتنا الترابية،  هي قضية تعبئة مستمرة في الزمان والمكان، وهنا كانت رسالة الملك لجميع المغاربة: يجب على كل المغاربة، وفاءا لروح المسيرة الخضراء، مواصلة التعبئة واليقظة والدفاع عن وحدة الوطن.
والدفع مبادرة الحكم الذاتي كحل واحد وأوحد، فمن حق المغرب أن يفتخر بما حققته ديبلوماسيته بقيادة الملك محمد السادس، حين كشف أن " الأغلبية الساحقة من المجتمع الدولي، ترفض الأنسياق وراء تضليلات الدول الاخرى و نزوعاتهم  فقد بلغ عدد الدول، التي لا تعترف بالكيان الوهمي 163 دولة، أي 85% من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
وقد تعزز هذا التوجه باعتماد القوى الدولية الكبرى لمواقف بناءة، ومنها إبرام شراكات استراتيجية واقتصادية، تشمل دون تحفظ أو استثناء الأقاليم الجنوبية للمملكة، كجزء لايتجزأ من التراب المغربي.
واستنادا إلى هذه المكتسبات، يؤكد المغرب التزامه الصادق، بالتعاون مع معالي الأمين العام للأمم المتحدة، في إطار احترام قرارات مجلس الأمن، من أجل التوصل إلى حل نهائي، على أساس مبادرة الحكم الذاتي".
لقد عهد جلالة الملك في كل خطابات دكرى المسيرة الخضراء ومنها خطاب الدكرى 45 الأخير، الى تقديم خطب صريحة، ونقط بليغة، ذات بعد دبلوماسي واقعي مرتبط أساسا بقضية الصحراء المغربية، وكذا السياسة التنموية للمناطق الجنوبية للمملكة المغربية.
ولاستمرارية الوصال المتجدد، وعرض الانجازات الكبرى، حيث شكل افتتاح القنصليات بكل من مدينتي العيون والداخلة من قبل دول افريقية، وأخرى شقيقة رسائل واضحة لأعداء الوحدة الترابية، و كذا المنتظم الدولي بمغربية الصحراء، مفندا كل الاطاريح  الوهمية المتجاوزة.
وقد حرص جلالة الملك على تغليب منطق الحوار، في إطار عزمه الصادق على التعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة للوصول إلى الحل الواقعي المتمثل في الحكم الذاتي،  في إطار وحدة ترابية وطنية مبنية على مقاربة اجتماعية واقتصادية تنموية كفيلة بتحقيق السلم والأمن الاجتماعيين، اللذان يعتبرهم جلالة الملك في صلب اهتماماته.
ونستشف من خلال تحليل خطاب الملك الرفض الصريح للممارسات الاستفزازية و محاولة عرقلة السير الطبيعي للمعبر الحدودي الكركرات الرابط  بين المملكة المغربية و الشقيقة موريتانيا.
ناهيك على أن كل هذه الاستفزازات باتت متجاوزة في ظل الانفتاح الذي تعرفه المملكة المغربية على عمقها الإفريقي، وما يؤكد هذا الطرح فتح  طاولة الحوار مع الجارة الإسبانية بخصوص تحديد نطاق الحدود البحرية، لمناقشة بعض النقط العالقة و التي لن تشكل اشكالا بين الجارة الإسبانية، في ظل حرص المملكة المغربية على فتح الحوار طبقا للقانون و العرف الدوليين.
وقد كان خطاب الملك بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، استمرارية للخطب الواقعية المتسمة بتبيان تشبث المملكة المغربية بالحلول الواقعية التي يؤيدها كل المنتظم الدولي، خاصة أمام اعتراف الدول بكون المغرب عصب الإقتصاد الأفريقي و قاطرته نحو تجاوز الإشكاليات الأمنية والإقتصادية والإجتماعية التي ظلت الى سنوات حاجزا ضد كل محاولة للتنمية بالغرب الإفريقي.
ليؤكد الملك مرة أخرى أن مسيرة المغرب مستمرة تنمويا ومتواصلة في أقاليمه الجنوبية وعلى كافة المستويات  الديبلوماسة، والسياسية والاقتصادية.
 وبالانفتاح بشراكاته مع  دول الجوار .
وما ينبغي التنويه به بناء على خلاصات الخطاب الملكي للذكرى 45 للمسيرة الخضراء، أن المغرب قوي بحقه وما افعال الخضوم سوى مناورات يائسة بعدما فقدت كل الآمال في مناورات التضليل   ولن تؤثر عليه هذه الإستفزازات.
ولا على مواقف المنتظم الدولي الذي عرف الحقيقة.
كما يؤكد الملك أيضا وبلغة واضحة وصريحة  على "رفض المغرب القاطع، للممارسات المرفوضة، لمحاولة عرقلة حركة السير الطبيعي، بين المغرب وموريتانيا، أو لتغيير الوضع القانوني والتاريخي شرق الجدار الأمني، أو أي استغلال غير مشروع لثروات المنطقة".
وليشدد أن" المغرب إن شاء الله، سيبقى كما كان دائما، متشبثا بالمنطق والحكمة؛ بقدر ما سيتصدى، بكل قوة وحزم، للتجاوزات التي تحاول المس بسلامة واستقرار أقاليمه الجنوبية". 
والمغرب كدولة تحترم قرارات مجلس الأمن "واثق بأن الأمم المتحدة والمينورسو، سيواصلون القيام بواجبهم، في حماية وقف إطلاق النار بالمنطقة".
ليختم الملك هذا الخطاب القوي، على أن " الوفاء لروح المسيرة الخضراء، ولقسمها الخالد، يتطلب من جميع المغاربة، مواصلة التعبئة واليقظة، والعمل الجاد والمسؤول، لرفع التحديات الداخلية والخارجية.
فعلينا جميعا استحضار هذه  الروح، وهذه القيم، لمواصلة إنجاز المشاريع، التنموية والاجتماعية، والدفاع عن مصالحنا وقضايانا العادلة، وتعزيز مكانتنا على الصعيدين الإقليمي و الدولي.