عاطف أحمد: إشكالية تشكيل المشاكل كما هي!

عاطف أحمد: إشكالية تشكيل المشاكل كما هي! عاطف أحمد
أي حل لمشكلة ما، يخلق بشكل طبيعي مشاكل جديدة، لذلك فالسعادة تبقى نسبية واستمرارها مستحيل إلا عن طريق اكتساب فن اللامبالاة أو العقلانية العديمة للإحساس، ذلك أن الراحة تأتي مثلا من التعامل مع المشاكل كأمر مستمر وطبيعي والبحث عن الحلول التي تخلق راحة أكبر وينتج عنها مشاكل أو تبعية جديدة أقل شدة وأحسن في اكتساب مهارات جديدة وتقوية الشخصية في تقبل وهنها وآلامها والاستسلام لطبيعتها ،لأنها مجرد مادة عابرة نسبية وضئيلة جدا في مسار الكون وزمكانه وسيرورته ولذلك فحياتها دائما مرحلة ظرفية ومتغيرة بسبب التفاعلات الكيميائية والطاقة التي تسمى روحا ..
لكن إشكالية معرفة مشاكلنا أو مخاوفنا أو هواجسنا أو هويتنا النفسية والإيدلوجية و الثقافية  ، لا يمكن أن تكشف عن أسرارها الصادمة إلا بمحاولة فهم الذات كما هي وليس كما ينبغي أن تكون ، لذلك فمخزون اللاشعور العظيم في عقلنا الباطن هو تحدي كمي وكيفي هائل، يجب مواجهته وفهمه، ولكي نتمكن من هذا الخطوة لفهم ذواتنا الغامضة التي تبدو في ظاهرها بديهية ، يجب تجاوز عراقيل عديدة ومنها الشخصنة والانطباعية والذاتية وجنون عظمتنا أو مركزيتنا الفكرية ،لكن للوصول لبداية امتهان الموضوعية في الإدراك و التحليل و الاستقراء والاستنباط لفهم جوهر العلاقات والمشاعر و الممارسات وردود الفعل.... يجب الحصول على أولى أدوات المعرفة الحقيقة لجس نبض عيبونا وأصلها وتطورها ومعرفة خريطة تطورها ومن ثمة سبر اغوارها ،وهذه هي بداية اكتشاف الإكراهات الحقيقية للوصول للسعادة أو الراحة التي نتوخاها ،وهذا لن يكتمل طبعا دونما تعلم  تشكيل جوهر المشكلة بكل كنهها ومرارتها وحتى حلاوتها التي تجعل منا، ما نحن فعلا عليه من خلال تجاربها التي تشكل فهمنا للواقع والحياة.