الشرادي: المسيرة الخضراء المظفرة..45 سنة من البناء و التشييد 

الشرادي: المسيرة الخضراء المظفرة..45 سنة من البناء و التشييد  الشرادي محمد
مباشرة بعد صدور قرار محكمة العدل الدولية بلاهاي،خاطب الملك الحسن الثاني رحمه الله شعبه  يوم الخميس 16 أكتوبر 1975 ليعلن عن تنظيم مسيرة خضراء سلمية تستكمل وحدتنا الترابية، تلك المسيرة المظفرة التي قالت عنها إذاعة الجزائر في أول تعاليقها "هذه كذبة واضحة"وقالت عنها إذاعة مدريد"أضحوكة" وقالت جريدة يومية فرنسية " لايمكن لدولة في مستوى المغرب أن تنظم ما أعلن عنه الملك بدون إعداد مسبق..."
في صبيحة يوم الجمعة 17 أكتوبر 1975 ، فتحت مكاتب التطوع أبوابها وانتظم أمامها مئات الآلاف من الرجال والنساء، لاحظ المراقبون أنه في عدد هائل من الحالات، كانت عائلات بكامل أفرادها تقف في الصفوف للتسجيل والتطوع،حيث أن الملك الراحل الحسن الثاني أكرم الله مثواه،طلب فقط 350 ألف متطوعا ومتطوعة،وهذا هو العدد في الصباح فقط،قد تم تجاوزه ليبلغ في نهاية المطاف ما يفوق المليونين.
الوضعية التي كانت عليها العيون في ظل الجنرال فرانكو كانت تعاني من ويلات التخلف والمجاعة، ولم تكن في العيون سوى آبار من الماء الملح، وإدارة واحدة مخصصة لمندوب الحكومة في حاضرة أقاليمنا الصحراوية، لكن بعد التحاقها بأرض الوطن،تحولت إلى ورش كبير من المشاريع التنموية.
45 سنة من البناء والتشييد،تم فيها تحويل الصحراء من مداشر وثكنات إلى مدن كاملة المواصفات الدولية للعمران، وبلغت فيها شبكة الماء الصالح للشرب 100/100، وشبكة الإنارة العمومية 100/100، وزينت المدن بنافورات، ومساحات خضراء، وشيدت مختلف الإدارات والمصالح الخارجية، وقاعات للمؤتمرات والندوات .
45 سنة كان المغرب يصرف فيها الملايير على البناء و التشييد، وكانت الجزائر تصرف الملايير على المؤامرة التي لم تأت بنتيجة سوى نتيجة واحدة تتعلق بوصول الجزائر إلى عتبات خطيرة من الفقر، وتضرر الميزانية والاضطرار لاستخراج مخزونات الاحتياطي من العملة نتيجة انخفاض أسعار البترول بشكل متسارع.
وهكذا سجل التاريخ من جديد في ذلك اليوم المجيد ما يربط بين الملك وبين الشعب من وشائج الإخلاص والالتحام، وما يربط بينهما من قيم التضحية والوفاء، كان اليوم يوما مشهودا وكانت لحظة تاريخية رائعة تحقق فيها للملك وللشعب ما كان الجميع يسعى إليه وهو التحرير والوحدة.
كما نسجل بمداد من الفخر و الإعتزاز أنه مع إطلالة كل يوم جديد إلا و  تتسع دائرة الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، ومن أبرز تجليات هذا الاعتراف فتح عدد من الدول الأفريقية و الإمارات العربية المتحدة قنصليات لها في مدينتي الداخلة والعيون، الشيئ الذي يؤكد على التأييد الكبير الذي تحظى به قضيتنا الوطنية الأولى قضية الصحراء المغربية.