في الداخل كما في الخارج يوجد دائما متربصون بالوطن. يتصيدون زلات لسان الشعوب. يتصيدون حالهم المأساوي. معاناتهم مع الاستبداد. آلامهم من جور الفقر. جروحهم النفسية المنسية. يتصيدون كل كبيرة وصغيرة لتشويه وجه الوطن. والوطن براء من هؤلاء المتربصين. إنهم أكبر خطر يهدد وحدة الشعوب. يوجدون في القرى كما يوجدون في المدن. يوجدون في السياسة كما يوجدون في سياسة الشعر..
هؤلاء المتربصون من صنف اللصوص. يروعهم الخوف. يفزعهم الماضي والحضارة.. وحين يسقطون في أيدي العدالة يتوبون ولا ينتهون.
إنهم أحفاد المكان الذي يليق بهم. إنهم القذارة التي تحيط بالمكان. يعبثون بمصير الأمم.
هؤلاء المتربصون، يوجدون في الداخل كما في الخارج. يوجدون في المدن كما يوجدون في القرى.
يوجدون في كل مكان. في الأمكنة التي لا تظن أنهم فيها، يوجدون. في المقاهي و في الحانات. في الفنادق الرخيصة وفي مراحيض الخمسة نجوم. في الأسواق الأسبوعية وفي السوبر ماركت.
في الشارع العام وفي الأزقة الضيقة. في ظلك يوجدون. أحيانا تقول لنفسك يوجد شخص واحد أعرفه و ربما أثق به، وتقصد بهذا الشخص أنت. و مع ذلك تشك إن كنت أنت هذا الشخص..
هؤلاء المتشككون، يتربصون بشكك. يتربصون بالسؤال عن الوطن. وعن أهله. وعن قصصه. وعن أدبه. وحين لا يجدون يسألون عن كل شيء إلا عن حب الوطن.
فمن يكونون؟ وإلى أين يسيرون؟
إنهم حثالة المجتمع. المقصفون للعقول الضعيفة. ناهبو المال العام. مافيا العقار. مجرمو الصفقات. حاملو لواء الوطن إلى الهاوية. السائرون بطبيعتهم إلى مزبلة التاريخ...
هؤلاء المتربصون! فاحذروهم. تنجون بأبدانكم وأرواحكم.
سعيد العساسي، فاعل مدني