إن الرياضة المدرسية هي الزاوية الأساسية لدفع الحركة الرياضية بجميع أنواعها نحو الأمام كما تعتبر الرافد الحقيقي والمهن لأنديتنا ومنتخباتنا الوطنية .
تعتبر الرياضة المدرسية غذاء صحيا وحقيقيا لجسد الرياضة المغربية برمتها. فمنها تبدأ الاختبارات ومنها نرسم اللاعبين ونخلقهم نحو صناعة مبكرة قادرة على المشاركة والمنافسة كذلك.فالرياضة المدرسية تعد المدخل الرئيس والأول لتعليم الأنشطة الرياضية لدى كافة التلاميذ باعتبار الرياضة المدرسية حق تعليمي للجميع تحب ممارسته من المدرسة إلى الجامعة في ضوء منهاج وخطط وأهداف الرياضة المدرسية التعليمية.
إن الرياضة المدرسية ينبغي أن تبدأ من المدرسة لأن الأطفال لهم حق اللعب وممارسة النشاط البدني والترويح نظرا لاحتياجاتهم النفسية والاجتماعية والصحية والبدنية..ويبدو لي أن المدرسة هي الدرجة الأولى في سلم المواهب.
وعليه نجعلها مصنعا ومشتلا حقيقيا لاكتشاف المواهب الرياضية في شتى الألوان الرياضية وفق رؤية وبرامج ومسابقات ومدربين متمرسين وأكفاء بخلاف ما نراه حاليا حيث تغيب حصص التربية البدنية بمدارسنا الابتدائية.
إن المدرسة هي غاية في الأهمية في اكتشاف المواهب الرياضية المدرسية. فالمدرسة مدعوة إلى انتقاء المواهب وتطويرها وصقلها وصناعتها عبر مراحل مدروسة.
كما ان الرياضة المدرسية مطلوب منها أن تخدم المواهب الرياضية لكن بشروط موضوعية وهي توفر العوامل والمقومات الخاصة بالرياضة و مدرسين متمرسين لديهم خلفية رياضية بديهية وقادرين على بناء جيل رياضي .
إن الاهتمام بالرياضة المدرسية أصبح ضرورة ملحة وليس ترف وتباهي لذا وجب العمل على تطوير الملاعب المدرسية. فهي المتنفس الوحيد والحقيقي للتلاميذ والفضاء الرحب والكاشف لخبايا مواهبهم والمقوم الطبيعي لسلوكياتهم كما وجب إدراج مادة التربية البدنية بالمدارس الابتدائية ليلتزم تلامذتنا بممارسة الرياضة عوض البقاء داخل الفصول الدراسية لمدة طويلة كما يلزم إعداد برامج رياضية تنافسية بين المدارس بجميع المديريات الإقليمية وتكوين منتخبات د ون سن العاشرة وإعدادها للاحتراف داخل الأندية الرياضية الوطنية.
ولتحقيق هذه الأهداف الرياضية ،على الجهات الوصية على قطاع الرياضة المدرسية الاهتمام بالبنية التحتية الرياضية بالمؤسسات الابتدائية والإعدادية والثانوية التأهيلية .
فالساحات والملاعب الرياضية بالمدارس لم تعد تصلح لأداء الدور المأمول منها على نحو جيد ،أنها تمثل مصدرا للتلوث بالغبار.
فهناك مدارس حولت أرضية ملاعبها إلى كثلة من الاسمنت بما يفقدها أبسط قواعد السلامة والأمان لتلامذتنا.
وللنهوض بالرياضة المدرسية على أحسن وجه،على الجهة الوصية بقطاع الرياضة المدرسية ان تبادر بتجهيز الملاعب الرياضية بالمدارس بالعشب الطبيعي او الاصطناعي مع ضرورة الرعاية والصيانة وتجهيزها بالإضاءة المناسبة لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية.
خليل البخاري، باحث تربوي