منير باهي: ارفع الكمامة عن عينيك يا "عبعال"

منير باهي: ارفع الكمامة عن عينيك يا "عبعال" منير باهي
مازال الكوميدي المصري رضا عبد العال يواصل تقديم فقرات عرضه الساخر شماتة في الوداد والرجاء المغربيين.
ويجب أن نمتلك جميعا سعة الصدر الكافية كي نتقبل مثل هذه السخرية مهما كانت لاسعة لاذعة موجعة.
من حق الرجل أن يشبّه اثنين من سادة إفريقيا العشرة بفريق صغير يدربه في مصر، لا باعتباره مدربا أو محللا بل باعتباره كوميديا يستهدف الإضحاك. ولقد نجح في ذلك، وأضحك جمهوره من أنصار الأهلي والزمالك.
وإني أرى ضحكهم في الغالب فرحا بإنجاز الناديين المصريين وليس تشفّيا في الناديين المغربيين. فالمشاعر بين المغاربة والمصريين كرويا لم تعد بذلك الالتباس الذي ساد في عقود سابقة، وصار الحب والاحترام المتبادلان ساريين في العلاقة بين الجماهير هنا وهناك، ويتجسد في الروابط الوجدانية التي باتت تربط الوداديين بالزملكاوية، وتربط الرجاويين بالأهلاوية.
نعم، من حق رضا عبد العال أن يسخر، ومن حق المصريين أن يضحكوا، وما علينا نحن الملسوعين بهذه السخرية إلا أن نتقبل.
فهو لا يحتاج للرد عليه إلى حملة من الغاضبين تشتمه وتبصق على شكله وسوء أدبه، ولا إلى كتيبة من الساخرين تهزأ من إحساسه بعقدة النقص أمام أساطير الكرة المصريين ممن عاشرهم، أو من شعوره بالضآلة أمام مدربين لأندية أكبر من فريق طنطا، أو من تفاهة آرائه في الآخرين التي يصنع بها حروبا تافهة يتصدر بها العناوين.
هذا الرجل يحتاج فقط إلى اثنين وعشرين مقاتلا في الميدان... يعرفون جيدا ما عليهم فعله، وهم قادرون على فعله.
فواصل سخريتك يا عبعال، وأضحِك بها علينا جمهورك، تلك نعمة لنا لو تدري. فإذا لم تكن حافزا لانتفاضة اللاعبين على أرضية الميدان، فستكون حافزا لانتفاضة الجماهير على من أعطى الفرصة لكائن تلفزيوني ساخر كي نكون موضوعا لسخريته.
فارفع الكمامة عن عينيك يا عبعال وأنت تشاهد المباراتين القادمتين، ولنا موعد بعد نهاية الأولى.