إلى الذين هللوا لإسلام الرهينة الفرنسية التي أفرجت عنها الجماعة المتطرفة، باعتباره ردا إلهيا على تصريح الرئيس ماكرون حول خطورة الإسلام السياسي المتطرف.
فما قامت به الفرنسية مباشرة بعد وصولها و نزولها من الطائرة يثير بعض الملاحظات منها:
- ما قامت به الفرنسية التي أعلنت إسلامها مباشرة بعد نزولها من الطائرة، و أثناء استقبال رئيس الجمهورية لها و قبل أن تلتحق بأسرتها هي دعاية مجانية و محسوبة للجماعات المتطرفة الدموية التي أفرجت عنها بمقابل مالي دفعته الحكومة الفرنسية، وإطلاق مئة من المتطرفين الذين يعودون إلى القتل و الفساد في الأرض.
إعلان الفرنسية إسلامها مباشرة بعد نزولها هو دعاية لا أخلاقية(ربما اختيار المكان بحضور الرئيس و وسائل الإعلام المختلفة، شيء متفق عليه بين هذه الفرنسية و الجماعة المتطرفة التي أطلقت سراحها بفدية) لتربح من خلالها الجماعة المتطرفة دعاية سياسية توظفها لتجييش المزيد من الأتباع.
- من سوء الأخلاق أن تعلن هذه الفرنسية إسلامها مباشرة في المطار وهي تعرف مسبقا أن إعلانها في المطار و تحت عدسات و كاميرات التلفزات، هي دعاية سياسية( متفق عليها ) للجماعة المتطرفة لاستغلالها إعلاميا وسياسيا تزعم الجماعات المتطرفة الأخرى في مالي و في الصحراء الكبرى، وكان على هذه الفرنسية انتظار يوما لتعلن إسلامها لأسرتها، لكي لا يستغل المتطرفون الحدث لصالحهم. الفرنسية الرهينة أسلمت و هي في الأسر عند الجماعة الإسلامية المتطرفة، ورغم ذلك تم اعتبارها أسيرة شكليا لأخذ الفدية من الحكومة الفرنسية، وهي احتيال من الجانبين، من الجماعة ومن الفرنسية المسلمة، والسؤال هو:
هل يجوز لهذه الجماعة الإسلامية استمرار احتجاز فرنسية أسلمت لأخذ فدية مقابل إطلاق سراحها؟ أم أن السياسة لا تعرف الدين و الأخلاق إذا تعلق الأمر بالكفار؟
وبالنسبة لهذه الفرنسية المسلمة : هل يجوز أن تحتالي على حكومة بلدك في هذه الفدية، و أقل شيء كان عليك أن تفعليه هو أن تعبري عن شكرك الكبير لحكومة بلدك التي فدتك بإدانة الجماعة الإسلامية المتطرفة التي اختطفت، و كانت سببا في إزهاق الكثير من أرواح المسلمين!؟.
- إلى الذين هللوا لإسلام هذه الفرنسية على يد الجماعة الإسلامية المتطرفة: ألا يدخل تهليلهم في خانة التهليل لهذه الجماعة الدموية؟
ألا ترون أن هذه الفرنسية أخطأت في حق الإسلام حين ربطت إسلامها بهذه الجماعة المتطرفة ؟ وحين أعلنت إسلامها مباشرة بعد نزولها من الطائرة دعاية مجانية لهذه الجماعة المتطرفة؟
وهل من الأخلاق الإسلامية أن تفتخروا بفرنسية استغلها المتطرفون بسذاجة للدعاية لهم؟
- لماذا لم نسمع منها إدانتها لهذه الجماعة الدموية التي هدمت أقدم مكتبة إسلامية في تومبوكتو، و قتلت الكثير من المسلمين وأحرقت القرى وعانت في الأرض فسادا على غرار مثيلتها داعش؟ ... ولماذا لم تدينوا ما فعلته هذه الجماعة في حق الإسلام و المسلمين وهللتم فقط الإسلام الفرنسية؟ أم أن ما يهمكم هو إسلامها السياسي؟
الحسن زهور، كاتب ومحلل سياسي