عبد الإله الجوهري: عام كورونا والبيليكي

عبد الإله الجوهري: عام كورونا والبيليكي عبد الإله الجوهري
لن ننسى هذه السنة المشؤومة والموشومة بالجائحة الناتجة عن كوفيد19، والموسومة بشعار "واش بغيتونا نخدمو بيليكي"، والبصاق المتطاير من فم اعوج ووجه اهوج  من شدة الغضب. إنه عام كورونا والسيد الأزمي المسمى قيد حياته البيليكي.
وهو السيد الذي كان وإخوته، لحظة رمي الشعب في جب الإسلام وشعارات نصرة وخدمة المسلمين، يعدنا بكونه سيتمسك بالعروة الوثقى، وعدم البحث عن منافع دنيوية زائلة زائفة، وأن تواجده في قبة البرلمان سيكون لوجه الله وحبيبه المصطفى، وبالتالي لا يريد منا جزاءا ولا شكورا غير جزاء الحسنات التي ستفتح أمامه طريق الجنة، والغد الإسلامي المشرق الذي يريده للمغرب.
لكن ومع مرور الأيام والسنوات، نزع الرجل اللحية والحياء، ولبس جبة السياسي الانتهازي الذي استحلى ريع التعويضات وتعدد المداخل والمخارج، وخرج ليصرخ في وجه الشعب، الذي وثق بوعوده الكاذبة، ويستهزئ في نفس الآن بجموع الفيسبوكيين، وكل المطالبين بضرورة عقلنة الحياة العامة، ووضع حد للشطط في استعمال المناصب، والاستيلاء على رواتب باطلة، خاصة منها معاشات البرلمانيين وتقاعدهم بعد خروجهم من فضاءات الحياة البرلمانية الهنية. بل، وبكل قلة حياء، وصف بالشعبوية جماهير الشعب المكتوية بنار الأزمة، متناسيا أنه هو نفسه النجل المصفى للشعبوية، التي كرسها زعيمه، صاحب الملايين السبعة، والبطن المنتفخة من أكل سحت الاتجار بالدين والضحك على الذقون. الشعبوية التي قادته وزمرته الخاسرة للجلوس على الكراسي الوثيرة، والنكاية فينا وفي فقرنا، وحاجتنا ورغبتنا في بناء مغرب جديد.  
للسيد البيليكي ومعه كورونا نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل فيكما، لأنكما أطفأتما شعلة الأمل التي كانت متقدة فينا رغم ما نعيشه من ضنك الحياة.