عبد اللطيف برادة: ميزان العدل

عبد اللطيف برادة: ميزان العدل عبد اللطيف برادة
إنه لشيء رائع أن اكتشف نفسي مرة أخرى وكأني ولدت للتو في عالم متجدد..رغم كل العذابات صمدت وتغلبت على نفسي
ولو للحظة لم أتراجع فواكبت الزمن
لاشيء أوقف مسيرتي
كان لي نصيبي كما أريد
اللحظة اشعر بشيء يهزني فرحا عندما التفت إلى الوراء
كان لي نصيبي وكانت لي رغبة في التحدي
ما المجد بالنسبة لي ما الشهرة أو المال
ما هو النجاح أو الرسوب
كلها أشياء لا تروق لي بتاتا الآن ولا تعنيني في شيء
المهم كيف أنا الآن وكيف سأكون في ميزان العدل الإلهي عندما توزن الأشياء بمثقال الذرة
كيف أكون عندما أوزن بمقياس النفحة أو النسيم العليل
عندما لن يكون لي شيء سوى أنا بذاتي ولا شي غيري
عاريا من كل الأكاذيب واقفا أمام الملكوت والسر الأبدي
عندها سأعرف سر الحياة وسر الموت
عندها سأراجع نفسي انهض من كبوتي
أتوقف لأفكر للمرة الأولي أن كنت صادقا مع نفسي
و لهذا كله بدأت أصحو
أنا الآن لا أعير شيئا أكثر اهتماما من إطلالة الصباح وبزوغ الفجر من نافدتي
لا أعير شيئا اكتر اهتماما سوى لضوء الذي يبدد الظلال
وكل أشياء العالم التي تبهر العقل الغافل لا تشدني
لا تبهرني كما تثيرني وثبات الحياة الجريئة الطافحة بالحيوية
لا تبهرني كما تشدني علامات الكون السري الخفي
لاتبهرني كذاك الشيء الخفي المتستر من وراء الحجاب والذي يجعلني أفكر إلى حد الانفجار
فأتساءل هل سأكون يوما ما ذا مثقال في ميزان العدل الإلهي الذي لا يترك شائبة إلا وضع لها مقدارها ومكانة تروق لها ضمن الوجود الأزلي.