منصف الإدريسي الخمليشي: العبد بالكمامة والحر بالغرامة

منصف الإدريسي الخمليشي: العبد بالكمامة والحر بالغرامة منصف الإدريسي الخمليشي

قطع المغرب شوطا كبيرا في نظر البعض مباشرة بعد رفع "الحجر الصحي تدريجيا"، إلا أنه ظل يفرض قيود على مواطنيه والتي من بينها التباعد الاجتماعي والكمامة. حديثنا اليوم يتمحور على القناع الذي أضحى يشكل مصدر رعب لكافة سكان المعمور ومن بينهم المغاربة، بحيث لا يراعون لأي كان ولو كان مريض بالمرض الذي أنتجته مصانعهم الملوثة، "الربو". إن مضاعفات الكمامة وما يترتب عنها من مشاكل صحية. فهي خطيرة جدا.. تكميم الأفواه الذي لا يحبذه الغالبية بينما القلة القليلة تتماشى مع هذا المخطط الذي أصبح شبه عادة, يكثرون من الحملات التحسيسية والدعايات لفرض هذا الثوب الذي من بين أهم أضراره "الاختناق"؛ ولنا دليل قاطع على أنها خطيرة جدا، ألا وهو مشهد مدلل فرنسا "إيمانويل ماكرون" لما كان يخاطب تلاميذ بإحدى المؤسسات فاختنق ونزع الكمامة من على وجهه.

 

لا ننسى أيضا الهدف الرئيس لهذه الكمامة كما هو مخطط له "تجاري"، للإشارة أنا أيضا أتاجر في هذه المادة التي أصبحت مصدر ربح واسترزاق للجميع على ما نظن.

 

كثرة الطلب والإقبال التي يعرفها السوق على الكمامة، ليس بهدف الوقاية، بل للتزيين، بل هناك من يقيس كمامة ويبدلها بأخرى.. هذا أبرز دليل يمكننا أن نستشهد به. أنا في السوق وعبر بحث عيني أقوم به، بصفتي كتاجر كمامات.

 

الجمعية المغربية لحماية صحة الأطفال أوصت بعدم ارتداء الكمامات بالنسبة لأقل من اثنتا عشر سنة، ولكن الأمر الذي يزعجنا كباعة كمامات ومروجي هذه الوسيلة التي تقضي على صحة المواطنين، ألا وهو الاقبال الذي تعرفه الكمامات من طرف الأطفال المذكورين أعمارهم سلفا، بل يختارون كمامات من الصنف الرفيع ومطبوع عليها رمز فريق كرة قدم أو بطل من أبطال المسلسلات الكارتونية، أو رمز علامة تجارية.

 

إن تدمير صحة الأطفال هو هدف الشركات التي تروج لهذه الكمامات وبثمن أكثر من ما تستحقه.

 

هناك من توفي جراء هذه الكمامة، "أمي على سبيل المثال'' كادت أن تختنق بحكم مرضها المزمن بما يسمى بالغدة الدرقية والربو، حيث كانت لا تضع الكمامة وتحمل معها "الرابوز" أوقفها رجل أمن وتوضح له الأمر ليجبرها على ارتدائها رغما عنها وقاية لها ولصحتها بدون مراعاة لوضعها الصحي الاستثنائي.. كل هذه الأمور أدت إلى انعدام الثقة في المسؤولين عامة إلا القلة القلائل الذين يرمون على عاتقهم تطبيق برامج, البنك الدولي الذي يعتبر الجهة الضاغطة على كل "دول العالم الثالث "

الكمامة لها مفهوم آخر.. الكاف الذي يعني كن، الميم متملق، الألف أخرس، الميم متعجرف، أما التاء فهي مربوطة لربطنا بمواثيق غير عادلة.

 

هل قطعة قماش أو ثوب رهيف قادر على الحماية من فيروس كما يقال عنه أنه خطير وقاتل؟ لا أظن أنه كذلك لأن هذا الثوب هو نفسه الذي نحمل فيه بضاعتنا فاستغلوه لكي يديروا مشروع استثماري مدر للدخل. كيف يعقل قطعة ثوب صغير مطبوع عليها ملصق بثمن خيالي على الفئة الهشة التي تنتظر ما يسد رمقها وتبحث عن قوتها اليومي، بل وتقترض المال من أجل سداد فاتورة ماء وكهرباء التي هي وحدها موضوع أعمق من الكمامة؟ لماذا كمامة لا تصلح حتى لحماية من زكام عساك من (فيروس تاجي قاتل) كما قيل في إحدى الأمثلة الشعبية المغربية المعروفة "الحر بالغمزة والعبد بالدبزة"؟ هل نحن عباد مسؤول، أم أحرار كما ولدتنا أمهاتنا مصداقا لقول الفاروق رضي الله عنه؟