إستقلاليو المدينة الحمراء يجتمعون "جميعا لإنقاذ مدينة مراكش"

إستقلاليو المدينة الحمراء يجتمعون "جميعا لإنقاذ مدينة مراكش" هكذا تبدو ساحة جامع الفنا في زمن كورونا

يرى حزب الاستقلال بمراكش " أن التعايش مع تداعيات وباء كوفيد 19 يستلزم تشخيصا دقيقا لواقع الحال الاقتصادي و الاجتماعي و الذي ينذر بأزمة غير مسبوقة خاصة بمدينة مراكش، و هي عملية يجب أن تتم وفق منطق تشاركي قوامه الانصات لكل الفعاليات السياسية و المدنية و تعبئة كل إمكانات الذكاء الجماعي بغرض الخروج بجيل جديد من السياسات العمومية المحلية و الاقليمية و الجهوية تقطع الطريق أمام كل مظاهر الهدر التنموي الذي تغذيه الحسابات السياسوية الضيقة و عدد من الممارسات اللامسؤولة البعيدة عن تحقيق المصلحة العامة"  .

جاء ذلك في البيان الختامي  للدورة العادية للمجلس الاقليمي  لحزب الاستقلال بمراكش  التي  عقدها عن بعد،يوم الجمعة 25 شتنبر 2020، توصلت " أنفاس بريس" بنسخة منه، تحت شعار: جميعا لإنقاذ مدينة مراكش، " إيمانا من المشاركين فيها أن المدينة و إقليمها يعيشان تهديدا تنمويا حقيقيا تظهر معالمه في التوقف التام للنشاط السياحي و الذي يشكل عصب الاقتصاد المحلي و مخلفات الجفاف على القطاع الفلاحي بالإقليم، وفي اندحار المنظومة الصحية المتهالكة بسبب العدد الكبير للإصابات بالفيروس ،مع مايترتب عن ذلك من تأثير على قطاع التعليم الذي يعيش بدوره ارتباكا واضحا في التدبير."

ومن أجل المساهمة في خروج إقليم مراكش من الأزمة،  يرى الاستقلاليون بوضع تصور جديد لمغرب الديمقراطية و حقوق الانسان و الانصاف المجتمعي خلال مجموعة من التدابير على المستوى المحلي و الإقليمي و الجهوي من ابرزها " تجديد التأكيد على اعتبار مراكش مدينة منكوبة كما سبق للحزب أن أعلن عنه في بيان دورة المجلس الاقليمي الأخير، و هو ما أكدته آراء عدد كبير من المواطنين و إجماعهم على عبارة ( مراكش تختنق) مع ما تجسده من إحساس بالتهميش من الجهات المسؤولة، في ظل تدبير جماعي روتيني لا يواكب الوضع الكارثي الذي تعيشه المدينة و إقليمها ."

كما سجلوا في بيانهم " الاستهتار بسلامة وصحة المواطنين، والذي ظهر مع ضعف البنية الصحية وعدم قدرة مستشفيات المدينة على استيعاب الحالات المصابة الوافدة مع ما واكب ذلك من تزايد في عدد الوفيات اليومي نتيجة غياب التتبع الصحي لحالة المرضى والمصابين بفيروس كورونا، مع الاشارة إلى أن غياب الحكامة كان عاملا حاسما في الوضع المأساوي الذي تعيشه المنظومة الصحية."

كما دقوا ناقوس الخطر تجاه ما يهدد القطاع السياحي بسبب توقف استقبال السياح وغياب بدائل تنقذ آلاف مهنيي السياحة والصناعة التقليدية والمطاعم في ظل غياب تعويض منصف، وهنا يطالب حزب الاستقلال بضرورة تمكين كل المهنيين المتضررين من التعويض الذي يصون كرامتهم إلى أن يعودوا لمزاولة نشاطهم بصورة عادية.

ونبهوا في بيانهم الحزبي إلى" عشوائية تدبير الدخول المدرسي بمراكش والاقليم والذي لا يبعث على الاطمئنان بسبب القرارات الفجائية التي تحدد نمط التعليم المعتمد بالمؤسسات التعليمية، وكذا غياب وسائل الحماية والوقاية، دون نسيان العدد الكبير للتلاميذ المنتقلين من التعليم الخصوصي للتعليم العمومي مع ما ينبغي أن يواكب ذلك من تدبير استباقي يضمن جودة التعلمات ويحافظ على الشروط الصحية بالمؤسسات والاقسام الدراسية ".

أما على المستوى الصحي فدعوا ل" تأهيل البنيات الصحية بالجماعات القروية بالاقليم و تمكينها من لوازم فحص كورونا ومن العدد الكافي من الاطر الصحية بغرض تخفيف الضغط عن مستشفيات مدينة مراكش، في ظل الاحتجاج على ارتفاع تكلفة القيام بتحاليل كوفيد 19 بالمختبرات المعتمدة ، مع المطالبة بتوفير الأدوية المساهمة في العلاج بمجموع الصيدليات و بالقدر الكافي بما يساهم في التقليص من عدد الحالات الحرجة المصابة بالفيروس؛ مستغربا ضعف تدخل مجلس عمالة مراكش و مجلس جهة مراكش آسفي من أجل تكثيف جهود مواجهة تداعيات أزمة كورونا."

ولم يفت بيان استقلاليو مراكش "تسجيل هزالة المخصصات المالية التي تضمنتها الاتفاقيتان المبرمتان بين المجلس الجماعي لمراكش والمؤسسات الجهوية المدبرة لقطاعي الصحة والتعليم، واعتبار هذا الإجراء لا يدخل ضمن وعي مجلس جماعة مراكش بحقيقة الأزمة التي يعيشها القطاعان بقدر ما يشكل إبراء مصطنعا للذمة وتهربا من تفعيل الدور المحوري للمجلس وهو تحقيق استدامة الاهتمام بهذين القطاعين الحيويين. والدعوة للإفراج عن منح الجمعيات التي تشكل شريكا أساسيا في التنمية من خلال الخدمات التي تقدمها على مستوى التأطير والتحسيس والتعبئة الوطنية والترافع على قضايا المواطنين، واعتبار استمرار التأخر في صرف هذه المنح فرملة لدور هذه التنظيمات المدنية، وضربا لمبادئ الحكامة التي تعد التشاركية أحد أعمدتها الاساسية ".

أما على مستوى المباني الآيلة للسقوط والمنهارة بالمدينة العتيقة، فدعوا الى ضرورة وضع تصور قادر على تأهيل البنيات الصحية بها من خلال مدها بالأطر والتجهيزات الضرورية (باب ايلان/الموقف/ رياض الموخى...). مع التأكيد على ضرورة النظر في اوضاع مهنيي الصناعة التقليدية ودور الدباغة الذين يعيشون اوضاعا مزرية وأيضا منشطي الحلقة بجامع الفنا وأصحاب العربات السياحية المجرورة..."