بهجاجي ضيفا على "مدارات": أحلم بكتابة مسرحية عن الحاضرة دوما ثريا جبران

بهجاجي ضيفا على "مدارات":  أحلم بكتابة مسرحية عن الحاضرة دوما ثريا جبران محمد بهجاجي وعبد الإله التهاني يسارا
استضاف الإعلامي عبد الإله التهاني مساء الجمعة 25 شتنبر 2020 في حلقة جديدة من برنامج "مدارات" الذي تبثه الإذاعة الوطنية الكاتب والإعلامي المغربي محمد بهجاجي.
وكانت الحلقة  مناسبة لاستعراض المسار الإبداعي و المهني لمحمد بهجاجي بداية من طفولته الزاخرة بعلاقات إنسانية و إبداعية وسط حي بوشتنوف ودار الشباب الذي تحمل نفس الاسم  بهذا الحي البيضاوي  الشعبي، وبإحدى دروبه الذي كان كتابا مفتوحا، بحيث كان من حظه أنه نشأ بجوار أسماء فنية أمثال المطرب محمد الحياني و ثريا جبران و عبد العظيم الشناوي وغيرهم.
وبدار الشباب بوشتنوف، كان من حظ بهجاجي أن عاشر أيضا أساتذة بقيمة حوري حسين ومحمد فراح وأحمد الصعري ومحمد التسولي..  
وقال محمد بهجاجي أنه انفتح مبكرا على العمل الجمعوي عبر بوابة جمعية "رواد المسرح"، ومن خلالها عاش حماس الشباب وحضر أنشطة ثقافية في ظل أجواء تجارب إبداعية من محاضرات كان ينظمها على الخصوص فرع اتحاد كتاب المغرب.
وعن كتاباته الأولى،أوضح بهجاجي أنها كانت عبارة عن قصائد شعرية نشر إحداها عام 1977 على صفحة "على الطريق" التي  كانت تخصصها جريدة المحرر للأدباء الشباب، وهي أول  ما نشر له، متابعا أنه كتب سنة 1980 أول مسرحية، وبعدها نشر مقالا نقديا حول مسرحية "حلاق درب الفقراء" ليؤسس بذلك توازنا بين إنتاجاته ونصوصه الإبداعية و النقدية.
وكان أول كتاب لمحمد بهجاجي بعنوان "ظلال النص" عام 1991 لتبدأ مرحلة "النضج" في الكتابة، وينطلق في تجربة رائدة مع "مسرح اليوم" بعمودين أساسيين هما الراحلة ثريا جبران "بنت الدرب"  و رفيق دربها عبد الواحد عوزري.
ومع هذه الفرقة، عاش بهجاجي تطورا وبناء لآليات جديدة للعمل المسرحي بوعي مختلف و غزارة في الإنتاج، وهو ما أعطى مسرحيات من قبيل "الباتول" و "العيطة عليك"...
وعن سؤال: المسرح المغربي اليوم؟، قال بهجاجي إنه يتطور بسرعات مختلفة. فهناك فرق شابة تقدم إنتاجات متميزة؛ تحظى بالتتويج وطنيا وعربيا مقابل سوء تدبير للملف المسرحي، وغياب سياسة عمومية حول قطاع المسرح، مضيفا أنه بقدر اطمئنانه من الناحية الفنية، فإنه غير مرتاح لغياب حوار من طرف الإدارة؛حوار أصبح ضرورة ملحة بسبب تبعات وباء كوفيد 19 بحيث هناك مسرحيات جاهزة موضوعة على الرفوف، وهناك مسرحيون محترفون بدون شغل ولا دخل مادي وينتظرون من يتحاور معهم.
وقدم محمد بهجاجي رأيه في وضعية التكوين المسرحي بالمغرب، مشيرا إلى أن تجربة انشاء المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي ناجحة، لكن ضيق فرص العمل وضعف الدعم، واعتبار المسرح أمرا ثانويا من طرف المسؤولين دفع أغلب خريجي المعهد إلى الاشتغال في السينما والتلفزيون ومجال الإشهار.
و لم يفت بهجاجي أن يقترح هيئة ترعى المسرح وتسهر على تطويره مثل مجلس أعلى للمسرح أو غيره حتى لا يبقى هذا الكائن الإبداعي رهينة  مزاج الوزراء المتعاقبين على القطاع.
واستعرض محمد بهجاجي أمام محاوره عبد الإله التهاني، مساره الصحافي المتميز داخل جريدة "الاتحاد الاشتراكي" مدة 25 سنة؛وسط فريق مهني أنتج لغة صحفية جديدة ومفهوما جديدا للمهنة، و أعطى الكلمة للشارع، وسلط الضوء على ثقافة الهامش، قبل أن يصبح هذا شائعا وعاديا في زمن وسائل الإعلام الجديدة.
وقبل نهاية اللقاء، أكد بهجاجي   أنه يحلم بكتابة مسرحية عن الراحلة ثريا جبران التي لم يتعود الكلام عنها بصيغة الغائب.