مومر: العدالة والتنمية وبيان أكاسرة الظلام ؟!

مومر: العدالة والتنمية وبيان أكاسرة الظلام ؟! عبد المجيد مومر الزيراوي
هِيَ الفئران تستعد للفرار من السفينة ! .. 
وإذا كانت المعلومة بالضرورة هي سفينة الوطن المغربي التي تتلاطَمُها أمواجُ الجائحة الوبائية، وتنخرها الأحزاب العابِثة بعهودِها الإنتخابية و إئتِلافُهَا الحكومي الذي يتمايل اليوم فاشلاً دائخا عن سبيل إنقاذ البلاد و العباد والإقتصاد.
فإن المُشَبّهِّين بصفات الفئران ليسوا إلا أكاسرة الظلام  داخل تنظيم العدالة و التنمية. حيث أنهم بمنتهى التفصيل: هم الذين نخروا خشب سفينة الوطن، و شرعوا في مخطط النَّطِّ تباعًا نحو ظلمات التضليل و التَّنَصُّلِ من المسؤولية السياسية.
هكذا - إذن -  بعد الإختلاء كَعادَتِها الشهرية، سَارَعَت الأمانة العامة لتنظيم العدالة و التنمية ، إلى صَفاقَة المجون القذر قصد خَلْطِ الأوراق و إسدال الحجاب على فواجع الحزب الفاشل في تدبير الشأن العام منذ تصَدِّره لنتائج الانتخابات وفق أحكام الدستور المغربي.
 نعم، إنها المُسماة بالأمانة العامة -وما هي بالأمينة على مصالح الوطن-، تقوم بالترويج " الباسِلْ " لِمَا تَتَمَنَّاهُ و تَتَوَهَّمُه مخرجًا لها من الأخطاء التدبيرية الجسيمة التي اقترفها تنظيم الإخوان المُفلِسين في حق البلاد والعباد. حيث نَجِدُها خارجة على الوطن وفق نهج الإخوان الدخلاء، تقول من خلال بيان دورتها الشهرية ما يلي  : " وفي هذا السياق، تعبر - الأمانة العامة- عن التضامن والدعم والمؤازرة لكل منتخبي الحزب الذين يتعرضون للاستهداف السياسي أو الإعلامي أو الإداري في القيام بمهامهم الانتدابية وأدوارهم التنموية رغم ما يتحملون ويقاسون في سبيل ذلك خدمة لبلدهم، كما تطالب بعدم تعطيل مصالح المواطنين وعدم توقيف البرامج التنموية للجماعات انطلاقا من الهاجس الانتخابي".
ومن باب الوضوح في التحليل و التقييم و إستخلاص الرأي، نمضي حاملين وهج التأكيد على أن مطلب حكومة " الإنقاذ الوطني" يشكل الحل الرئيسي لمعالجة أهوال المرحلة الراهنة التي يمر منها الوطن المغربي. وذلك بعيدا عن أعراض حمى المزايدات الإنتخابوية و نوبات السعال الحاد لأكاسرة الظلام داخل تنظيم العدالة والتنمية، الذين بعد أن عَضّوا بِنَواجِذِهِم على الكراسي الحكومية دون رؤية إصلاحية ولا برامج حقيقية قابلة للتطبيق على أرض الواقع. إي وَ رَبِّي .. بعد أن فذلَكوا حكومة مُضْطرِبةٌ سماءُ تَحالُفاتِها، مفضوحٌ شتاتُ مكَوِّناتها ومنزوعةٌ عنها ستائر الثقة والمصداقية
ولإنجاز..
ها هُم اليوم،  يعملون بهوَس انتخابوي ضرير من أجل الإنتقال إلى حقبة إبتداع المبررات السياسوية وإستصدار البيانات المُضَلِّلَة. و ذلك بغرض الفرار من تحمل مسؤوليتهم الثابتة بعد ظهور نتائج فشل برنامج حكومة العدالة والتنمية في محاربة الفساد وفي إحقاق التنمية العادلة وفي إنجاز الخروج الآمن من تداعيات الجائحة الوبائية المتعددة الأبعاد.
وأمام مونطاج بيان " فرار الفئران" الذي أطلقته القيادة غير الرشيدة لحزب المصباح، أعتقد بالجزم أن أكاسرة الظلام داخل تنظيم العدالة و التنمية الذي يترأس الجهاز الحكومي قبل و بعد تصدره لنتائج إقتراع السابع من أكتوبر 2016 ، يخافون - اليوم- سماع صوت المحاسبة الشعبية بعد أن فشلَ تنظيم البيجيدي في إنجاز الحد الأدنى من الانتظارات الوطنية الكبرى، و بعد أن أصبح أكاسرة الظلام داخل العدالة و التنمية يجدون أنفسهم مُتَصدِّرين لِطونْدونْسْ الفساد حامِلين لسوط الإرتجال الحكومي و قرارات آخر ساعة التي أنهكت المواطنات و المواطنين . 
فَها قد أعماهُم رهاب المحاسبة الشعبية و سكنت قلوبَهم فوبيا المصير الانتخابي المجهول ، خصوصا بعد اقتراب ساعة الإحتكام لصوت الإرادة الشعبية التي سعبر عنها نتائح صناديق التصويت خلال الإستحقاقات الجماعية و البرلمانية المقبلة.
نعم .. هذا ما جناه علينا أكاسرة الظلام داخل تنظيم العدالة والتنمية ، أصحاب المرجعية المُؤَدْلِجَة للإسلام ، الذين أَخْلَفوا وَعْدَهم و خانوا أمانة المطالب الشعبية و كذبوا في مجمل أرقامِهم و برامجهم
. فَيَا ليْتَ شِعْري، أ لَيْستْ هذه علامات الحِزْبِ المُنافِق ؟!. 
أ و ليس  هذه تَجَليّات الإفلاس الحكومي المُتراكِم منذ زمن سلَفهم الطالح الغابر رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران ، و التي باتت - الآن- تُنذِر بظلمات المجهول الصحي و الاقتصادي و الاجتماعي الذي يقودنا إليه أكاسرة الظلام داخل العدالة و التنمية المُتَحكِّمون في رقبة الحكومة المغربية؟!.
لقد سبق و إسْتَفَضْتُ في التعبير الدقيق– ضمن مقالات عديدة – عن سراب برنامج حكومة العدالة و التنمية ، التي لا تعمل بصدق من أجل رَفْعِ هذا الفساد المريع و الظلم الفظيع الساكن في أعماق هذا الوطن الغالي، حتى أصبحت حكومة العدالة والتنمية تائِهةً وسط صدمة البؤر الوبائية المتتالية و المتصاعدة .
غير أنه يأبى أكاسرة الظلام  إلاَّ أن يخْرُجوا ببيانات تضليلية خطيرة يتم من خلالها ابتداع شَمَّاعات هلامية، تُعلِّق عليها حصيلة الفشل الذريع لبرنامج حكومة العدالة والتنمية ، و ذلك بعد إخلافهم وعودَ الحملات الإنتخابية. هذا الفشل المتواصل الناتج بالأساس عن عدم إمتلاك الحزب للإستراتيجية الصحية و  الاقتصادية و التنموية البديلة باعتبارها المفتاح القادر على حل أقفال الأزمة الراهنة.
و هنا يجوز لنا إعادة الإستنكار بطرح السؤال مع التكرار : ماذا ننتظر من أكاسرة الظلام داخل تنظيم العدالة و التنمية ؟!، ماذا ننتظر من ذوي المنهاج المنقول و مُستَلَبِي المرجعية و الثقافةِ؟! ماذا ننتظر من رهط الفاقدين لبوصلة الصحة و الاقتصاد و المالية و التقدم العلمي ؟؟؟ 
لكي تبقى شعلة الجواب المستَنير: لا شيء يُعجِبنا في أكاسرة الظلام؛ فقط .. حَطُّو السْوَارَتْ وَ عَاوْنُونَا بالصَّمت !. أَوْ فِرُّوا يا فئران البيجيدي ، فلن تَفِرُّوا من قضاء الله و قدره. ها قد حانت ساعة "المحاسبة الربانية" لإخوانكم المُسْتَوْزَرُين في المجالس الحكومية أو المسيرين للمجالس الجماعية، بعد أن تَحَوَّلوا إلى حماة الفساد الحزبي ( قضية خمسين مليار ودادية بدر سطات نموذجا) و صاروا بُناة لعقَبة تنموية مُصطَنَعَة. 
أو كي أكون صادقا مُنْصِفًا، إنَّما هُم كالحصى الصغيرة في حذاء الوطن المغرب الكبير، منَعتهُ من التقدم و الصعود طيلة العشرية المنصرمة. و اليوم تمنع عنه حلول المبادرات الواعية الرامية إلى إيجاد سبيل عقلاني كفيل بإنجاز مهمة الإنقاذ الوطني، بعد أن أغرقتنا خرافات أكاسرة الظلام في بحر المديونية و في جُبِّ الجائحة الوبائية.
هَكذا كانت وهكذا هِيَ مخاثلات فئران العدالة والتنمية تتواصل بالتمهيد لغزوة الإنتخابات بعد الفرار من سفينة الوطن الغارقة في مستنقع الفشل الحكومي و معه فشل المجالس الجماعية. فرغم أن أكاسرة الظلام المُستَطِير هم الذين نَخروا خشبَها و استباحوا حرماتها، ها هم يهددون بجعل سافلها و عاليَها!. ولعل هذا ما يُساءِلنا جميعا عن حلول التدخل المؤسساتي الدستوري، فالنازلة أن المغرب في مَسيس الحاجة إلى حكومة الإنقاذ الوطني !. 
                                                                             عبد المجيد مومر الزيراوي، رئيس تيار ولاد الشعب