ساكنة اليوسفية توجه "صواريخ الحرب" ضد الماء الملوث بالمدينة (مع فيديو)

ساكنة اليوسفية توجه "صواريخ الحرب" ضد الماء الملوث بالمدينة (مع فيديو) جانب من الوقفة الاحتجاجية

في تمام الساعة السابعة من مساء يوم الجمعة 11 شتنبر 2020، ومع بداية أفول أشعة الشمس نحو المغيب، تابعت جريدة "أنفاس بريس" تقاطر مئات المواطنات والمواطنين، رجالا ونساء وشبابا، من مختلف الأحياء الشعبية التابعة للملحقات الإدارية الثلاثة بباشوية اليوسفية، ومن ضواحي المدنية أيضا، أمام إدارة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، للتعبير عن رفضهم شرب المياه الملوثة التي يزودهم بها نفس المكتب بعد أن جلبها مؤخرا عبر قنواته من سواقي سبت المعاريف بإقليم سيدي بنور في الوقت الذي كانت ساكنة اليوسفية تتزود بمياه الفرشة المائية من بحيرة الخوالقة بإقليم اليوسفية منذ ما يقارب 100 سنة.

 

الوقفة الاحتجاجية، الناجحة بكل المقاييس، والتي كسرت صمت جدران إدارة الماء التي تكلف عناصر الأمن والقوات المساعدة بحراسة أبوابها، ضمت كل تلاوين الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية والفعاليات الجمعوية والحقوقية والمدنية، وكانت فعلا "انطلاقة جديدة لولادة حراك اجتماعي جديد ترافع ميدانيا من أجل مطلب أساسي ووحيد" -حسب تعبير أغلب المحتجين- "نقف اليوم كساكنة مدينة اليوسفية لنحتج ونعلن رفضنا لشرب مياه ملوثة لا تصلح للشرب الآدمي.. مياه دون جودة تذكر أدت إلى تفشي أمراض ترتبط بالجهاز الهضمي للعديد من المواطنات والمواطنين".

 

 

الوقفة الاحتجاجية التي عرفتها مدينة اليوسفية مساء الجمعة 11 شتنبر، كانت من أجل الدفاع عن الحق في جودة مياه الشرب، وتكذيب مضمون بلاغات المسئولين عن إدارة الماء جهويا ومحليا، والتي تتنازع مع الساكنة مشكل جودة الماء من عدمه، ".. جئنا لنقول بصوت واحد بأن الماء ملوث، ونكذب بلاغات إدارة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب".

 

وكانت شعارات الوقفة الاحتجاجية، المخصصة للمطالبة بجودة مياه الشرب، جد معبرة وبليغة في توجيه رسائل واضحة لمن يعنيهم أمر التنمية ورد الاعتبار لمدينة فوسفاطية ساهمت منذ سنوات في رصيد الاقتصاد الوطني على حساب الساكنة التي تتطلع إلى أن تنعم بحقوقها الاقتصادية والاجتماعية والبيئة والثقافية وفق ما نص عليه دستور 2011، "نتمنى أن تزورنا لجنة النموذج التنموي التي تشتغل من أجل مقاربات تنموية جديدة، ورد الاعتبار لمدينة منسية ومقصية من الاستفادة من خيراتها وإمكاناتها"،  تقول عدة فعاليات مدنية.

 

أغلب الإطارات المحلية التي التقتها "أنفاس بريس" بميدان الوقفة الاحتجاجية شددت على أن "مشكل الماء خط أحمر بمدينة اليوسفية ولن نتنازل عن مياهنا الإقليمية، ولا يمكن تمرير، مخطط انتماء اليوسفية إلى حوض أم الربيع بعد أن كانت تنتمي لحوض تانسيفت".

 

وأفرز سؤال الماء عدة نقاشات وأسئلة من قبيل "لماذا كل الجماعات القروية بإقليم اليوسفية مازالت تستفيد من مياه بحيرة الخوالقة باستثناء مدينة اليوسفية التي استقدم لها ماء ملوث من سواقي منطقة دكالة التي تتغذى من مياه صناعية ومياه عادمة؟ نطالب بالعودة لاستغلال مياه الفرشة المائية بالخوالقة إلى أن تنضب نهائيا".

 

وفي سياق متصل عبرت نفس الإطارات عن "تمسكها باستغلال مياه بحيرة الخوالقة وتزويد اليوسفية بها كما كان سابقا عوض استقدام مياه سواقي سبت المعاريف الملوثة دون إشراك المواطنين في هذا القرار المصيري". الشيء الذي ثمنه مجموعة من المواطنات والمواطنين في لقاء مع الجريدة "أسيدي الما مخلوض، وماشي تاع الاستعمال... ما يليق لا لأتاي ولا للشرب... لوليدات الصغار مرضوا لينا بيه.."، تقول امرأة تجر وراءها سنوات من سياسة الحكرة والتهميش من لدن مؤسسات منتخبة فاشلة لا تعطي أهمية لحقوق مواطنيها.

 

 

هذا الموقف عبر عنه متقاعد فوسفاطي بالقول "نؤدي فاتورة باهظة الثمن نكتوي كل شهر بمستحقاتها حسب الأشطر التي لنا فيها كلام، واستسلمنا لقدرنا المحتوم مع إدارة الماء، لكن أن تبيع لنا الإدارة ماء مسوما فذلك لن نقبله".. هذا التصريح زكته شعارات الوقفة الاحتجاجية التي صدحت بها حناجر المئات من المحتجين "ما مخلصينش ما مخلصينش" في إشارة إلى الامتناع عن أداء فواتير المياه الملوثة بصنابير مياه الشرب .

 

وكانت "أنفاس بريس" قد أثارت ملف مياه الشرب الملوثة باليوسفية منذ أن تجرع المواطن اليوسفي أول قطرة ماء قادمة من منطقة دكالة بدل مياه بحرية الخوالقة بإقليم اليوسفية، ووجهت أسئلة إلى وزير التجهيز ووزير الطاقة والمعادن من أجل توضيح حقيقة ما يقع وأسباب تفشي أمراض الجهاز الهضمي لدى العديد من الساكنة، فضلا عن توصل المؤسسة التشريعية بأسئلة موجهة للحكومة في نفس الموضوع.

 

رابط الفيديو هنا