محمد شفيق : صيغة التناوب بين الحضوري والتعليم عن بعد.. السيناريو الوارد في زمن كورونا

محمد شفيق : صيغة التناوب بين الحضوري والتعليم عن بعد.. السيناريو الوارد في زمن كورونا محمد شفيق
أفضت العديد من الدراسات والتقارير التي اتخذت من تقييم المشهد التربوي ووظائف التعليم ببلادنا موضوعا لها لعدد من الخلاصات همت منظومة التعليم في جوانبها اللوجيستيكية والبشرية والمالية والتشريعية، كما انتبهت إلى بعد استراتيجي لم يأخذ في اعتقادي الاهتمام الذي يستحقه والمتعلق بالجوانب البيذاغوجية وطبيعة المحتويات التربوية التي تبنيها هذه العملية.
ولعل ذلك يعود إلى نوع من الضعف في التحليل والاستكانة للإجابة الجاهزة التي قد تعفي الكثير من الجهد مثل شح الإمكانيات أو تعليق المسؤولية الكاملة على الأستاذ وتحميله ما لا يطيق، واعتباره مسؤولا عن كل تردي قد تعرفه المنظومة، مع تجييش غير مفهوم لتبخيس صورة المعلم والاستخفاف من مهامه الحيوية.
وأما نتيجة التسابق نحو تجريب فج لمقاربات تربوية واستخدامها في سياق مختلف لسياقها الفكري والاجتماعي الذي أنتجها دون مراعاة أو محاولة فهم موضوعي لواقعنا السوسيوتربوي ودون أن نجعل موضوع إصلاح منظومة التربية والتكوين موضوع حوار عمومي جاد ومسئول يفتح إمكانيات المشاركة الكاملة والإفصاح عن وجهات نظر الفاعلين والالتفاف حول حد أدنى يسمح ببناء رؤية مشتركة يسهل معها تعبئة الموارد والكفاءات لتنزيلها.
الدخول المدرسي الحالي، وعلى الرغم من الارتباك الذي يطبعه، سيكون مناسبة لمراجعة حقيقية للمضامين التربوية ولطبيعة القيم التي تؤسس لها، سيكون مناسبة لإيجاد ذلك التوازن الضروري بين التقني العملياتي وبين المجتمعي البيذاغوجي.
صيغة التناوب بين الحضوري والتعليم عن بعد، والتي يبدو ستكون السيناريو الوارد بعد تردد الوزارة في الحسم في صيغة التعليم، مناسبة مواتية لبناء مضامين تربوية تعلي من شان بناء الكفاءات وتعزيز القدرات، وتحرير ملكات الإبداع لدى المتعلم، بدل الاعتماد على الذاكرة واجترار مضامين لا تنجح سوى في إبعاد المتعلم مواطن الغد عن واقعه وشروط وجوده الاجتماعي.
محمد شفيق، فاعل تربوي