بوتخساين: صراع الآباء و الوزارة من أجل التعليم الحضوري

بوتخساين: صراع الآباء و الوزارة من أجل التعليم الحضوري محمد بوتخساين

تواصل وزارة التربية الوطنية إصدار قراراتها الإنفرادية حول قضية التعليم في تغييب واضح للشركاء ( نقابات و جمعيات آباء و أمهات وأولياء التلاميذ ) خدمة لـ "شركات" التعليم الخصوصي، و في ضرب واضح للتعليم العمومي بممارسة ترهيب الآباء وعدم الإقرار بتحمل المسؤولية كاملة في توفير كل الشروط الوقائية من جانب الدولة المطلوب منها حسب الدستور حماية للمواطن أينما كان و كيفما كان.

 

قرارات الوزارة الإنفرادية لم تنطلق من تقييم موضوعي للتعليم عن بعد الذي ثبت فشله سواء من ناحية التحصيل أو من ناحية التعميم، فمثلا في القرى القصية بالمغرب العميق هناك من توقفت الدراسة لديهم منذ تاريخ 16 مارس 2020 بسبب ضعف الصبيب أو غياب "الريزو" ، ناهيك عن الفقر الذي يعتبر حاجزا موضوعيا للآباء لتوفير "التعبئة"، هذا بالإضافة لعدم إمكانية توفير تلفاز أو هاتف لكل تلميذ في حالة وجود أكثر من واحد في البيت الواحد....

 

إن التعليم الحضوري هو الأساس، و عن بعد هو الاستثناء، لذلك عبرنا في عدة تصريحات ومقالات وتدوينات على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، عن موقفنا من تعبئة الاستمارة بالرفض على خلفية مسؤولية الدولة في توفير التعليم الحضوري لأبناء المغاربة، وفي نفس السياق طالبت نقابات و جمعيات آباء و أمهات التلاميذ من الوزارة الاستعداد للتعليم الحضوري، مما أشعل فتيل الصراع بين الطرفين، لتخرج الوزارة يوم الجمعة 28 غشت 2020، بمناورة للتهرب من التعليم الحضوري بعد إصدارها للمذكرة رقم 20 ـ 039 ، معتبرة أن التعليم عن بعد هو الأساس و التعليم الحضوري استثناء.. وقد عبرت عن ذلك بالعبارة التالية: "...غير أنه في الظروف الوبائية الصعبة التي ترتبط بها مخاطر محدقة بالصحة العامة، تنقلب المعادلة ليصبح التعليم عن بعد هو الأساس"، موازاة مع التضخيم لتخويف الآباء ليختاروا عن بعد.

 

وتبعا لهذه المذكرة، وما دام الصراع قد انكشفت معالمه ،فعلينا جميعا تعبئة استمارة خيار التعليم الحضوري بكثافة، وانتظروا مناورة أخرى في حالة هذا الاختيار، لأن عدم تعبئة الاستمارة طبقا لهذه المذكرة سيسقطنا في الاختيار الثاني.

 

لنواصل صراعنا التكتيكي مع الوزارة دفاعا عن أبنائنا.

 

ملاحظة: لماذا حددت الوزارة (ثلاثة أيام فقط لتعبئة الاستمارة؟)، حيث أن آخر أجل لتعبئة الاستمارة هو يوم الخميس 3 شتنبر 2020 "

 

فاعل نقابي